11 سبتمبر 2025

تسجيل

لن نخلع جلباب كأس العالم

09 يناير 2023

من المؤكد أنكم مثلي ومثل الذين لا يزالون يتذكرون أيام كأس العالم الذي أقيم على أرضنا في نهايات العام الماضي 2022 وكان من أجمل نسخ المونديال في تاريخه رغم أن الكثير خصوصا من أوروبا قد حارب استضافتنا له وتنبأ بفشله حتى قبل أن يبدأ لكن الحمدلله فقد خابت المساعي وحبطت الأماني وخرجنا (ببياض الوجه) فكان أجمل وأفضل وأكمل كأس عالم مر على هذا العالم وهذا بفضل من الله وتوفيقه لنا ثم بجهود الدولة التي لم تقصر ماديا ومعنويا في تسهيل كافة الأمور وتيسيرها لأجل إنجاح أهم حدث عالمي تستضيفه دولة عربية مسلمة ولذا وبعد كل هذه النجاحات التي سبقت في هذه الاستضافة العالمية فإننا كنا نود أن تبقى بعض المظاهر الذي تدل على أننا كنا الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تنتزع حق استضافة مثل هذا الحدث وذلك في الشوارع والمناطق السياحية والتي لا يمكن أن تعتق بمرور الوقت أو تنتهي صلاحيتها حتى مع انتهاء كأس العالم على الأرض فمثل هذه المظاهر التي كانت رمزا من رموز هذا التنظيم العالمي على أرضنا يمكن أن تبقى لتظل ماثلة للقاصي والداني بأن قطر الدولة الوحيدة التي تمثل الحلم على أرضها واقعا ملموسا عن باقي الدول الأخرى التي كانت تشاهد نسخ كؤوس العالم السابقة من منطقة المتفرجين فقط ولا بأس إن بقي (لعّيب) منتصبا في (لوسيل) أو متمركزا في (كتارا) أو في أي مكان ليدل على أن هذه تعويذة كأس العالم قطر 2022 التي يمكن ألا تتكرر حتى يشاء الله وننجح في تكرار الاستضافة عوضا عن طمس كل هذه المظاهر بانتهاء الفعالية العالمية التي عاشت قطر بقيادتها وحكومتها وشعبها وحدودها وأمنها أجمل أيامها في ذلك الوقت فلم تتم إزالة كل هذا؟! لم يحرص المعنيون على أن تُزال كل هذه المشاهد من على الأرض وهي التي لا يجب أن يتحكم بها وقت ولا تاريخ ولا فترة زمنية معينة بل تظل كذكرى طيبة يمكن للصغير حينها أن يسأل بعد سنوات عما كان وما الذي يدل عليه هذا وذاك فالأمر لا يعيب ولا يجب أن يكون مرتبطا بزمن ولكنه مرتبط بلا شك بالمكان ولا يعني أيضا ألا تتم إزالة بعض المظاهر التي لا يمكن استمرار وضعها ولكني أتحدث عما يمكن أن يبقى دون أن يخل بالواجهة العامة للبلاد والذي يمكن في نفس الوقت أن يؤكد على أن الحدث الرياضي العالمي الذي نجحت فيه الدوحة نجاحا باهرا على كل المقاييس لم يكن بالشيء البسيط أو الذي ينتهي حتى مع انتهاء تاريخ استضافته وهو مطلب يمكن أن يشاركني به الكثيرون فلا زالت الأجيال الصغيرة التي لم تع جيدا إقامة كأس العالم على أرضنا تنتظر أن يتم تعريفها عليه خلال سنوات قليلة قادمة وفي نظري أن الإبقاء على بعض هذه المشاهد يمكن أن يؤدي هذه المهمة جيدا التي يمكن أن يشاركونا بعدها الفخر الذي نشعر وسنظل نشعر به ما حيينا بإذن الله مستقبلا. بالأمس شاهدت صورا عن انتشال تمثال (لعّيب) من وسط منطقة لوسيل السياحية وهي من أجمل المناطق لدينا في قطر وشعرت بغصة فعلا من أن يُنتزع هذا التمثال اللطيف الذي كان من أجمل تعويذات كأس العالم السابقة بشهادة الجميع سواء من أهل قطر أو حتى من المشجعين الأجانب الذين رأوا فيه لباسنا الوطني المتمثل في (الثوب والغترة والعقال) من وسط لوسيل لجهة لم يتم الإعلان عنها رغم أن بقاءه يعد رمزا لنجاح من نجاحات قطر الرياضية في أعظم بطولة رياضية في العالم فماذا لو ظل ماثلا؟! إننا نود من المعنيين أن يعيدوا النظر في إبقاء أشد المعالم حضورا وتعريفا بما مرت به بلادنا من نجاح لربما لن يتكرر قريبا فنحن والله لا نزال نعيش في جلباب هذا النجاح ولا يبدو أحد منا في عجلة لخلعه قريبا !.