16 سبتمبر 2025

تسجيل

قطري بعد التعديل

09 يناير 2023

تحتاج الشخصية القطرية إلى إعادة صياغة، الشخصية السائدة اليوم تمثل انقطاعاً عن ماضيها ومكتسباتها، فكرة القطيعة من الماضي أو مع التراث التي دعا ويدعو إليها العديد من المفكرين والمثقفين العرب، تراها متجسدة حقيقة في الشخصية القطرية السائدة اليوم التي تمثل انقطاعاً مع ماضيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذا كنا سنعرف الوجود إلى وجود بالقوة بمعنى وجود كامن ووجود آخر بالفعل بمعنى وجود متحقق في الواقع فإن الشخصية القطرية اليوم تمثل وجوداً بالقوة أي مع الكمون، بينما في السابق كان لها وجود متحقق في أرض الواقع، من هنا نستطيع أن نعرف سبب سيطرة الكرسي على من يشغله، وهيمنة الوظيفة على شخصية من يحتلها، الوجود بالقوة معلق لا ينزل إلى الأرض إلا اذا انتقل ليصبح وجوداً بالفعل في الواقع، الكرسي والمنصب والوظيفة مجال أو أفق من آفاق السلطة أو هي مجرد اجرام في مجالها الحيوي، في السابق كانت الشخصية القطرية من الفعل والإرادة أن تسخر هذا الأفق والمجال الحكومي لصالح المجتمع وأفراده، بينما هي اليوم مجرد جرم يدور في أفق السلطة، لا يخدمها ولا يخدم المجتمع ذاته، لذلك يتحسر المجتمع على مستوى الإدارة وحتى الوزارة السابق، الشخصية القطرية تحتاج إلى تعديل بشكل يجعلها تتحقق في الواقع ولا تكتفي كونها وجوداً لم يتفتح بعد، الوضع رائع والدولة قائمة بكل مسؤولياتها والمواطن إلى حد كبير في وضع جيد، لكن هذا لا يمنع من ان المستقبل يتطلب وجودا أكثر فاعلية، حيث المؤسسات ليست وجوداً مادياً فقط بل لا بد من وجود إنساني فاعل بدونه تصبح اسمنتاً وكونكريتا ولافتةً معلقة، عباءة الدولة دافئة بشرط أن يكون في داخلها إنسان ذو فاعلية وذو إرادة مستقلة.