11 سبتمبر 2025
تسجيلاعمارنا اوراق في أول الأوراق اسمك وتاريخ ميلادك، وتتوالى الأوراق والأرقام والتواريخ. ورقة دخولك المدرسة ورقة، التخرج ورقة، التعيين ورقة، الزواج وللبعض اكثر من ورقة في هذا الشأن! اوراق الترقيات والزيادات والبعض الخصومات! إلى أن تأتي ورقة التقاعد. شهادة حسن سيرة وسلوك ورقة الخلو من كورونا! ورقة الانتخاب او ورقة الترشح اوراق اوراق اوراق. كل هذه الأوراق طبيعية وتأتي في وقتها وقد تتأخر عند البعض وتغيب عند البعض الآخر، ولكن إن قدّر لها أن تكون فستكون وتراها وتحتفظ ببعضها، إلا آخر الأوراق فلا يمكنك أن تراها، تحمل اسمك وتخصك كما باقي الأوراق ولكنك لا يمكن أن تراها!. وكم هو مؤلم أن ترى اخر اوراق من يعز عليك! لكل الأوراق السابقة جهد تبذله او يبذله غيرك للحصول عليها وامتلاكها للأبد إلا آخر الأوراق فالجهد المطلوب مطلوب منك وحدك، جهد دنيوي لما بعد هذه الدنيا الفانية. فهل أعددت العدة وبذلت الجهد قبل أن يحين الموعد المجهول للورقة الاخيرة؟!. يخبرنا المولى عز وجل عن سعادة من يؤتى كتابه يوم القيامة بيمينه، وفرحه بذلك وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أي خذوا اقرءوا كتابيه، لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة، لأنه ممن بدل اللّه سيئاته حسنات. وما الكتاب الا مجموعة اوراق!. أتذكر بمناسبة الحديث عن العمر والأوراق هذه الكلمات التي قالها الشاعر فاروق جويدة: هذا أنا عُمرِي ورق حُلمي ورق طفلٌ صغيرٌ في جحيم الموجِ حاصره الغرقْ ضوءٌ طريد في عُيونِ الأفقِ يطويه الشفقْ نجمٌ أضاء الكون يومًا واحتـرق! آخر الكلام: سنين العمر مثل أوراق الشجر منها أخضر يسر النظر ومنها أصفر ينشف يندثر Alkuwarim @hotmail.com