11 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أننا بتنا على موعد مع وقت الفجر وهو الوقت الذي من المفترض أن يكون فيه الناس نياما ويتهيأ معظم المسلمين فيه للاستيقاظ والوضوء والشروع في إقامة صلاة الفجر ليذكروا الله بعدها ويسألوه الرزق والخير والبعد عن السوء في بداية اليوم ! ففي فجر الثاني من أغسطس عام 1990 غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين دولة الكويت الشقيقة وكان غزوا آثما بكل المقاييس ! وفي فجر الخامس عشر من مارس عام 2015 انطلقت عاصفة الحزم والعزم السعودية الإماراتية على اليمن ولم تحقق أهدافها حتى الآن أو تنتهي! وفي فجر الثالث من يناير 2020 اغتالت القوات الأمريكية القيادي الإيراني البارز قاسم سليماني لدى خروجه من مطار بغداد قادما من سوريا! وفي فجر الثامن من يناير 2020 ردت إيران على حادثة تصفية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري باستهدافها لقاعدتي أربيل وعين الأسد الأمريكيتين في العراق باثني عشر صاروخا باليستيا قالت إيران إنها حققت أهدافها جميعا ! ولا يمكن بالطبع أن ننسى في سياق أحداث الفجر المؤلمة هذه أن نشير إلى أن حصار قطر من قبل الدول الخليجية الثلاث الإمارات والسعودية والبحرين كان أيضاً في فجر الخامس من يونيو عام 2017 ! ودعوني أتوقف عند ما جرى فجر أمس الأربعاء وما نفذته إيران على قاعدتين أمريكيتين متمركزتين في العراق حيث أطلقت ما يزيد على 12 صاروخا باليستيا قالت وزارة الدفاع الإيرانية إن هذه الصواريخ قد حققت أهدافها التي تطلعت إليها في ردها الذي وصفته بالانتقامي على مقتل سليماني الذي دُفن جثمانه أخيرا في مسقط رأسه في مدينة كرمان الإيرانية بعد أن جال مدن بغداد والنجف وكربلاء قبل أن يستقر في مدافن عائلته ويكون هذا الرد مصحوبا بتهديدات لواشنطن في حال ردت على الرد الإيراني أن ذلك سيكون بداية حرب موسعة لن تنجو منها المنطقة وداعية ترامب إلى ترحيل مواطنيه من الجنود المنتشرين في قواعد بلاده في العواصم الخليجية إلى وطنهم حيث يمكن لهم أن يشعروا هناك بالأمان فقط بالإضافة إلى أن طهران لم تستثن من تهديداتها إحدى دول الخليج التي دعتها صراحة إلى توديع ما أسمته ( الانتعاش الاقتصادي ) إذا ما صدر أمر أمريكي بتحرك طائراتها من قاعدة الظفرة المتمركزة فيها للقيام بأي هجوم على إيران ردا على غاراتها التي استهدفت قاعدتيها في العراق فجر الأربعاء لا سيما وأن واشنطن قد استدعت طائرات F-35 المتطورة لقاعدة الظفرة وهذا ما تراه طهران بأنه قد يمثل إعلان حرب صريح ستدخل منطقة الخليج بعدها إلى مطحنة لا يعلم سوى الله ماذا يمكن أن يحل به ؟!. فماذا بعد ؟! وماذا يمكن أن يحدث فيما لو تهور ترامب وأمر برد أقوى انتقاما للضربة الإيرانية الفجائية لترد طهران بعدها برد أشد حتى نصل معهما إلى إعلان حرب لا تبق ولا تذر وتكون فعلا حربا عالمية ثالثة يمكن أن يُستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة المشروعة منها في الحرب والمحظورة ؟! فالأمر لا يبدو أنه يسير للتهدئة رغم مساعي الدول التي ترتبط بعلاقات طيبة سواء مع الجانب الإيراني أو حتى الجانب الأمريكي لخفض مستوى التوتر واللجوء إلى الطرق الدبلوماسية التي يمكن أن تفضي إلى الحوار العقلاني كما سعت في هذا دولة قطر بُعيد حادثة اغتيال سليماني من خلال إيفاد وزير الخارجية القطري إلى إيران للتدخل والتهدئة لكن الأمر كان قد فاض بطهران ليأتي الرد فجر الأمس مدويا رغم مكابرة ترامب بالتقليل من حجم الخسائر المادية كانت أو البشرية التي خلفتها ضربة إيران الأخيرة ولذا ليس علينا اليوم سوى الدعاء بأن تنجح أي مساع تستطيع بدورها أن تخفف من لغة التهديدات المتبادلة بين الطرفين وأن يكون خليجنا والمنطقة في منأى عن كل هذا.. ادعوا فالدعاء وحده من يغير مسار القضاء !. فاصلة أخيرة: اللهم سلّـم سلّـم !. [email protected]