18 أكتوبر 2025

تسجيل

هل رافقته في السفر؟

09 يناير 2019

عندما تسافر مع مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء فإنكم ستلازمون بعضكم البعض طوال اليوم. وخلال الرحلة ستتعرضون للكثير من المواقف التي لم تكن في الحسبان وستتخذون الكثير من القرارات التي قد تناسب البعض ولا تناسب الآخرين. ولذلك فقد تحدث بعض المشاحنات والمشادات، منها ما سيمر مرور الكرام، ومنها دون ذلك. وستكتشف الكثير من العادات والأخلاقيات التي كانت خافية عنك. ويقال بأن السفر سمي سفراً لأنه يسفر (يكشف) عن الشخصية الحقيقية التي حاول الشخص مراراً تغليفها وإخفاءها عن الآخرين. ولهذا تجد الكثير ممن خاضوا تجربة السفر مع بعضهم البعض إما أن تقوى العلاقة بينهم، أو تنقطع للأبد، بسبب تلك المواقف والمشادات التي حدثت خلال الرحلة. جاء رجل لعمر بن الخطاب وقال له أنه يعرف فلاناً، فسأله عمر: هل هو جارك القريب؟ فقال لا، فسأله: هل تعاملت معه في معاملات مالية؟ فقال لا، فسأله: هل رافقته في السفر؟ فقال لا، فقال عمر: إذاً فأنت لا تعرفه. من خلال رحلاتي مع الأصدقاء والزملاء وجدت أشخاصاً كنت أتوسم فيهم الأخلاق العالية والعلم الواسع، وكنت متشوقاً للسفر معهم لأنهل من علمهم، ولكني اكتشفت أن ذلك الانطباع كان مجرد قشرة خارجية جميلة تغطي الخواء الداخلي. وأشخاص كنت أظن أنهم ساذجون وسطحيون، فإذا بي أكتشف ثروة من الأخلاق الرفيعة والهمة العالية والخبرة العميقة في الحياة. وأشخاص كنت أحسبهم لسنوات بأنهم أصدقاء حقيقيين، ولكن المواقف خلال السفر أخرجت ما يضمرونه في قلوبهم، مما جعلني أقرر الابتعاد عنهم والاحتفاظ بالذكريات الجميلة التي كانت بيننا. تعلمت من السفر ألا أحكم على الناس بسهولة؛ فكل ما ستراه في غير السفر (والمال والجيرة) هو مجرد غلاف خارجي، وقد يصدمك ما بداخله، إما إيجابياً أو سلبياً. Twitter: khalid606