16 سبتمبر 2025
تسجيلكنا قد استبشرنا خيراً باتفاق السويد فيما يخص اليمن رغم الصور التي بدت لي على غير ما عنته من مصافحات وعناق وابتسامات لا تنم أبداً عن أن هناك اتفاقاً ووفاقاً يمكن أن يبدأ بين الفرقاء اليمنيين والذي يمكن أن يعكس بظلاله على وقف هجمات التحالف السعودي الإماراتي وبالتالي بتر عاصفة ( الهدم ) التي لحقت بهذا البلد النامي منذ أكثر من ثلاث سنوات حادت فيه هذه العاصفة عن كل الدعايات التي روجت لها وسلطت مدافعها تجاه صدور اليمنيين العارية فأوقعت من القتلى والجرحى ما يفوق عدد هذه الأسطر بكثير كثير ولكن - ولا يبدو أن ما سيأتي بعد حرف الاستدراك هذا أمر طيب – لم نر على أرض اليمن مما تم عليه الاتفاق في ستوكهولم شيئاً فقد كان اليوم التالي للاتفاق شاهداً بخروقات أمنية لوقف إطلاق النار واتهم كل طرف الطرف الآخر بالبدء في هذه التجاوزات ثم علت وتيرة هذه المناوشات إلى إطلاق أعيرة نارية متبادلة بصورة متقطعة ثم متتالية حتى وصل الحال وكأن الاتفاق كان عبارة عن ( شمة هواء ) في أجواء السويد الساحرة ولم يكن التزاماً بما جاء في بنوده بحضور المبعوث الدولي غريفيث الذي ظن المسكين أنه قد نجح في مهمته وانه استطاع عمل ما عجز عنه سابقه ولد الشيخ ولكن ها هو ذا يعود في رحلة سندبادية ما بين الحديدة وصنعاء في محاولة النفس الأخير للتمسك بتلابيب اتفاق ستوكهولم ووقف فعلي لإطلاق النار وجعل المراقبين الدوليين يقومون بمهامهم في ميناء الحديدة بالشكل الذي يأمنون العمل فيه وزرع الاطمئنان في قلوب سكان الحديدة تحديداً لجعل أمورهم تبدو أفضل لممارسة حياتهم الطبيعية !. وبعيداً عن مهمة غريفيث المستحيلة التي أدعو الله أن ينجح فيها في الحديدة ولكن ماذا عن تعز ؟! وماذا عن عدن ؟! وماذا عن المهرة ؟! وماذا عن صنعاء ؟! وماذا عن سقطرى ؟! وماذا عن مأرب ؟! وماذا عن باقي اليمن الممتد ؟! فكل يوم تخرج لنا مشاهد فظيعة للسجون السرية التي تقع تحت طائلة الحكم الإماراتي الواسع لجنوب اليمن وكيف تقوم قوات أبوظبي بإقامة هذه السجون لضبط واعتقال كل من يرفض تواجدهم من المواطنين اليمنيين وما يتم فيها من سياسة تعذيب وضرب واعتداءات جنسية فاضحة فمن عليه أن يقول لهذه القوات الغاصبة كفى ؟! من عليه أن يأمر بترحيل كل القوات المحتلة الإماراتية من أرض اليمن التي أنزلوا قواتهم ومعداتهم عليها بدعوى دحر الحوثيين منها فدحروهم لكنهم عادوا أكثر شراسة ووحشية من الحوثيين أنفسهم فاحتلوا عدن ووصلت أياديهم الطامعة إلى تاريخ هذه البلاد العربية الأصيلة فحاولوا سرقة تاريخها ونسبه لهم وصنع تاريخ وأصل وفصل لبلادهم الحديثة العهد بالدول فمن عليه أن ينقذ هذا اليمن من شرور الإمارات وأطماع الإمارات وجشع الإمارات وخطط الإمارات ومؤامرات الإمارات ؟! من عليه أن يهب لنجدة أهل اليمن الذين كنت أظن فيه حمية لا يمكن أن نجدها في غيرهم وأن أسلحتهم التي يتباهون بها في حفلاتهم وتجمعاتهم وتربيتهم لأطفالهم ستكون أول ما تعمل وتوجه لصدور من يعاديهم ويحتل أرضهم وخيراتهم ومقدرات بلادهم ولكن للأسف تواطأ كثيرون من اليمنيين مع المحتل وأرفقوا علم الإمارات بجانب علم بلادهم بل إن علم الإمارات كان وحيداً ومتصدراً على كثير من المواقع في جنوب اليمن وكلنا نتذكر ما قاله ولي عهد أبوظبي رأس الشر محمد بن زايد حينما وعد الإماراتيين بإعلاء علم بلاده على سد مأرب قبل أن يتراجع عن هذا الوعد بعد احتجاجات عالية لمثل هذا التصريح الصريح بخطط أبوظبي في احتلال الجنوب اليمني ونتذكر في مضاهاة للأطماع الإماراتية المكشوفة تصريح أحدهم وهو يتصدر مجلس شعبي في جزيرة سقطرى اليمنية التاريخية العامرة بالخيرات والثروات النادرة بعد سرقة معظمها من الأشجار والاحجار الكريمة ونقلها إلى متاحف وأراضي الإمارات وهو يقول ان حكومته ستمنح أهل سقطرى الجنسية الإماراتية وانهم سيتنعمون بعدها بالخير الوفير وكأنه صاحب الأرض والدار والجنسية الإماراتية نعمة يتفضل بها هؤلاء على أهل اليمن وهم أصل العرب جميعاً. لا تدعوا اليمن لوحده فهو وإن ابتُليَ بحكومة عميلة ورئيس يعيش دوره بتوجيهات وأوامر سعودية وإماراتية ويتوهم أنه لا يزال الرئيس الشرعي لدولة متهاوية محتلة ويتصدر حكومة مفككة يؤمر بتنصيب هذا وبعزل ذاك بينما يقضي معظم وقته نائماً في أحد قصور الرياض حيث يتلقى التوجيهات اللازمة بتسيير أمور بلاده عن بُعد، إلا أن اليمن يبقى ضلعاً من أضلاع شبه الجزيرة العربية وهو احق بالالتفاف حوله وانتشاله من الوحل الذي تسلل إلى أركانه فالجوع ينهش بأطفاله والفقر ينهك جيوب سكانه والموت يخطف ربيعه ولذا من يظن أن الحال سيستمر باليمن إلى ما لانهاية فهو مخطئ ولكن متى ذاك هو السؤال الذي يجب أن تجيب عنه قيادة السعودية التي تحتضن حكومة اليمن الشرعية لكنها حكومة على مايبدو تحت الإقامة الجبرية !. ◄ فاصلة أخيرة: باعوا اليمن فكم كان الثمن ؟!. [email protected]