بيت في الجنة

قال عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عن الدنيا إلا عن ثلاث منها ابن يدعو له وخير دعاء يكون في بيت من بيوت الله التي جاء فيها أن من بنى لي مسجداً بنى الله له بيتا في الجنة أو كما قال (صلى الله عليه وسلم) وكم هي نعمة أن يتمكن المرؤ من العمل في دنياه ليحصل على بيت له ولأسرته كي يأووا إليه من تقلبات الحياة والجو على هذه البسيطة فكيف بنا لا نعمل على أن يكون لنا بيت في تلك الدار الجميلة التي فيها ما لا عين رأت ولا خطر على بال احد ومن يبنيه لك ذلك البيت انه خالق كل شيء وهو الذي يخططه وينشئه التنشئة التي تبهر العيون فهنيئا لمَن رزقه الله ابناء صالحين يسعون لأن يعمروا لآبائهم وأمهاتهم مساجد في الدنيا وهي بيوت الله التي يأوي إليها كل من آمن بهذه الرسالة ليؤدي ما فرضه الله عليه من صلاة وتعبد فيها يتقرب بها إلى خالقه ويكثر في الدعاء وهو الذي لن يبتعد في دعائه عن التوجه بالدعاء لمن عمر هذا المكان فكم هي من جائزة يهبها المعمر لهذا المكان لوالديه ولقد شدني ذلك الإصرار على أن يكون على هذه الأرض بيت من بيوت الله باسم رجال نكن لهم كل المحبة والخير لما لهم من مواقف مع كثير من الناس وحتى تستمر تلك السمعة بين من عاصرهم ومن سمع عنهم، سخر الله لهم ابناء طيبين أبوا إلا أن تكون لوالديهم مكان يعبد الله فيه مصمم على احدث التصميمات ليتناسب مع مَن حثنا على أن نعمل على ايجاد هذه الأماكن وفي أماكن مختلفة من ارضه التي جعلها مسجداً وطهورا فكان لندائه لعباده الاستجابة لما وعد به من عمر مسجداً بأن يكون له بيتاً في الجنة ومن منا لا يرغب في أن يكون له بيت هناك في الدار الآخرة وبناه له الخالق الذي أحسن كل شيء جل جلاله، فهنيئا لمن بقي اسمه على احد تلك الأماكن التي انشأها لتكون بيتاً من بيوت الله على هذه البسيطة وانشئت على نفقة وباسم سحيم بن حمد وناصر بن حمد رحمهما الله تعالى وسعى وثابر على إيجادهما بالصورة التي لا يبتغون منها الا رضا خالقهم وأن يكون هذا المكان خير مكان يذكر فيه اسمه سبحانه وتعالى ويدعون لهما بالمغفرة والرحمة حيث إن هذا هو ما جاء في الحديث الشريف وولد يدعو له ومن سيأتي لهذا المكان قاصداً السجود والركوع لله وتلبية النداء حي على الصلاة حي على الفلاح فجزا الله خيراً الأبناء الذين بنوا هذا المكان وكان بهذه الدقة لأن الله لا يقبل الا الصالح والطيب من الصدقة والعمل الذي أوصى به (صلى الله عليه وسلم) إذا عمل احدكم عملاً أن يتقنه. يقول ابن الرومي: وكم أبٍ فد علا بابن ذرى شرفٍ كما علت برسول الله عدنان ويقول جلا وعلا: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش الا الله".