31 أكتوبر 2025

تسجيل

اليد الممدودة!

09 يناير 2011

كان يداً ممدودة، لا يوقفها وقت ولا زمن، تصل الغريب والقريب، وتتعدى الحدود لتصل إلى البعيد، لم يرفض امتدادها حتى ولو كلف ذلك الامتداد وقته وجهده، يحض دائماً على طعام المساكين، كان الأمل الذي ينظر إليه الكثيرون ليحقق لهم حلمهم في وظيفة ما، أو تنفيذ عمل ما، كان العمود الذي يستند إليه جميع محبيه من أبناء وأقارب وغيرهم بل اسمه كان أول من يتبادر إلى الذهن للكثيرين في إزالة أي عقبة، كانت سعادته لا تسعها الدنيا، عندما يشعر بأنه قضى لأحدهم حاجة، أو حقق حلما لطالب قريبا كان أو بعيدا يواصل الليل بالنهار من أجل ذلك الحلم أو الحاجة، لا يعرف لسانه كلمة "لا"، بل "إن شاء الله". أعطى من حوله الكثير، وبث في نفوس أبنائه السعادة، حقق لهم أمنياتهم، فتح لهم قلبه ليستمع إليهم، حول أسرته لمنبع لحنانه وسعادته. وقف دائماً كالعمود الذي تستند إليه وكالوتد الذي يسند البيت والخيمة، مجلسه الذي يبكيه الآن، وتئن حوائطه وجدرانه وكل ما فيه على فراقه لا يغلق إلا إذا ما خلد الجميع إلى النوم. مجلسه الذي كان قاعة اجتماع عائلية أسرية يجمع فيه المقتدر، وغيره، والصغير والكبير كان الصدر الذي يتلقى الصدمات عن من حوله. نسي نفسه أو تناساها وهو في خدمة الناس يرفض أن يرى محتاجاً لا يساعده، ولا طالبا لوظيفة لا ينقذه، وفي المقابل كان من حوله ممن لديهم حق اتخاذ القرار لا يرفضون له طلبا لأنهم يدركون أنه لا يطلب إلا إلى ذي حاجة. في لحظة، نعتقد أنه كان في سبيله لنجدة أحدهم ومساعدته، توقف القلب، ورغم المحاولة ظل واهنا ضعيفا يقاوم ما يحدث ولكن رحمة الله وقدره جاءا ليهتز العمود ويقع، ويتخلخل الوتد وينتزع. نعم شيع رجل الخير إلى مثواه الأخير، ومشى خلفه كل من أحبه وكان لهم سنداً في قضاء حاجتهم ومن سمع عنه كبيرا وصغيرا مواطنا ومقيما. ذهب ووورى التراب وذهبت روحه إلى بارئها، ولكن مازالت اليد ممدودة، كل شيء من حولنا يناديك "ياأبوحسن"، ولن ينساك أحدهم ولو طالت السنوات ولن يغلق مجلسك وسيظل القلب المفتوح لأهل الذخيرة ولكل أهل قطر. وستظل يدك ممدودة لا تضم كفها أبداً ما دام لك ذرية أورثتها الخير وحب المساكين!