11 سبتمبر 2025
تسجيلهو ليس اسماً لفتاةٍ أو سيدةٍ أعرفها، لكنه شعور يمكن أن يملكه الشخص في شخصيته أو يعمل على تنميته في مراحل حياته، فعلم النفس يقول إن الامتنان عاطفة اجتماعية تشير لإدراكنا الإيجابي للأشياء التي فعلها الآخرون لنا، ومن منظور علمي، الامتنان ليس مجرد فعل، حيث إنه الشعور بعاطفة إيجابية تؤثر بغرض بيولوجي، ووفقاً لتعريف علم النفس الإيجابي يُعرف الامتنان بطريقة علمية حيث يمكن للعلماء قياس آثار الامتنان، حيث يقول إن النتائج الإيجابية التي يشعر بها الفرد تدوم أكثر بوقت يمكن قياسه عن مجرد الشكر، فالشعور بالامتنان يؤثر في الحالة النفسية. لذا لا عجب أن أوجه لك قارئي العزيز دعوةً لتكون ممتناً دائماً لكل ما لديك بدءاً من أنك على قيد الحياة وترى وتسمع ولديك بيت أو حجرة بمنزل عائلتك، وتتحرك ولا تحتاج لأحد ليساعدك على أداء تفاصيل حياتك اليومية، وكل ذلك "يفتقده" الملايين عبر العالم. ولا نعني بالامتنان الاكتفاء بما حققته، فهذا خطأ وأذى بالغ، فإن لم تواصل التقدم بحياتك ستتراجع حتماً دون أن تشعر، فالامتنان الذكي يوسع لك حياتك ويزيد حماسك الداخلي ويدفعك للأفضل بعد تنفس الشكر والرضا والبراح وكل ذلك من مذيبات الإجهاد بأنواعه ومن أهم داعمي الصحة النفسية فاحرص على الفوز بها دوماً.. والامتنان يحمينا من أن نطيل التوقف عندما يضايقنا ويُكدر صفو أيامنا، ولعل ثقافة الامتنان تعلمنا أنه رغم بساطة الأشياء فنحن قادرون على الاحتفال باللحظة التي نعيشها بكل ما تملكه وما لا تملكه فلدينا الكثير من الأسباب لكي نمارس لذة الامتنان بعمق، فالحياة لا تعطينا أكثر ما لم نشكرها، ولكن ما الفرق بين الشكر والامتنان فنحن نمارس الشكر كردة فعل وليس موقف حياة، فمثلاً عندما يسدي أحدهم خدمة لنا نقول: "شكراً"، الكثير يعتقد أن الشكر هو نفسه الامتنان وهما مختلفان تماماً، فالامتنان هو موقف من الحياة بل أسلوب حياة ولذلك الامتنان ليس باللسان بل عبادة بالقلب وشعور تشعر به من خلال جسدك، أما الشكر فصفة يحبها جلّ جلاله. والامتنان مثل بقية المشاعر له قيمة كبيرة في تغيير ما ستفعله لاحقاً، فمن الناحية النفسية بإمكاننا اعتبار العواطف محفزات توجّه تنبؤات العقل نحو التصرف الأمثل في وقت معين. والامتنان هو موقف وطريقة في الحياة ثبت أن لها العديد من الفوائد من حيث الصحة والسعادة والرضا عن الحياة، والطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين. وهو يسير جنباً إلى جنب مع اليقظة في التركيز على الحاضر وتقدير ما لدينا حالياً، بدلاً من الرغبة في كسب المزيد والمزيد من دون شكر الآخرين. لا شك عزيزي أنك ممتن لله على وجودك ووجود الأشخاص الذين يقفون إلى جوارك فهم يتركون في ملامحك ابتسامة وفي روحك سعادة، أنت ممتن على تفاصيل صغيره تعيشها وغيرك قد يكون في حاجةٍ لها كالصحة والبركة والهدوء والرزق وغيرها الكثير من الأمور التي اعتدنا على وجودها ونسينا أن نحمد الله ونشكرهُ عليها ونحمل قدراً من الامتنان لامتلاكها. والتعبير عن الامتنان أو ممارسة الامتنان لا يعني إنكار الألم أو المشاعر غير المريحة، حيث يُعتبر أعلى طاقة في الترددات بعد طاقة الحب مباشرة، ووجد أنه يحدث أثرا إيجابيا قويا فيمن يمارسه كعادة يومية فذبذبات الامتنان تسبب زيادة طاقة الدماغ الإيجابية ما يتسبب في زيادة الإبداع والإنتاج والنشاط والحيوية والإقبال على الحياة فتزيد البهجة وتتسبب في زيادة قوة الجهاز المناعي، ووجد العلماء أن من يتبعون ممارسة الامتنان بشكل يومي لديهم استعداد أكبر لاستقبال المزيد من الجوائز والهبات، فالممتنون هم المستحقون وكلما كنت أكثر امتناناً كنت أكثر استحقاقاً لاستقبال المزيد من النعم والخير. أخيراً.. كل الامتنان لتلك العثرات التي قومتنا أكثر مما آلمتنا·