01 أكتوبر 2025

تسجيل

اللقاح الكشخة

08 ديسمبر 2021

تتطلع جميع دول العالم لتوفير لقاحات كورونا لمواطنيها، ونظراً لعدم قدرة أي مصنع على تصنيع عدد كافٍ من اللقاحات يكفي جميع سكان العالم؛ فلذلك تقوم الدول بتوفير عدة لقاحات من عدة شركات مختلفة. فحالياً توجد عدة لقاحات معتمدة للاستخدام الطارئ، مثل فايزر وموديرنا وجونسون الأمريكيين، وأسترازينيكا البريطاني، وسينوفارم وسينوفاك الصينيين، وسبوتنيك الروسي، وأخرى، وهناك لقاحات أخرى لا تزال تحت الاختبار. ولكل لقاح منها طريقة وآلية لحماية الجسم ودعم الجهاز المناعي، كطريقة الحمض النووي، وطريقة الفيروس المعطل، ووحدة البروتين، وغيرها من طرق تصنيع اللقاحات. ولكن بعيداً عن كل هذا الكلام العلمي، يأبى رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن يرموا بكل الحقائق العلمية عرض الحائط، ويضعوا بعض القواعد اللامنطقية، التي لا تستند لشيء، ويخرجوا بموضة جديدة. فبعد موضات الملابس الغريبة، والتصوير في أماكن محددة، أو القيام بحركات أو رقصات معينة، ظهرت موضة جديدة، فقد بدأ الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الغرب باعتبار أن لقاح فايزر - بالذات - هو اللقاح "الكشخة"، وهو ما جعل الكثيرين يطلبون هذا اللقاح فقط دون غيره، بالرغم من أن الحكومات عادة لا تمنح فرصة اختيار اللقاح، بل بحسب المتوفر، ولكن بسبب هذه الموضة، يصر الكثيرون على أخذ لقاح محدد، بل وأصبحوا يتوجهون لمراكز صحية في الضواحي البعيدة لتوفر اللقاح هناك، وبعضهم يؤخر موعد أخذ اللقاح حتى توفره. إن تحويل كل شيء في الحياة ليأخذ منحى التباهي والسعي الدائم لكسب إعجاب الآخرين، يساهم بشكل كبير في تعزيز الفردية، والمادية، وتصبح الحياة مجرد سعي لإبهار الآخرين. مع كثرة موجات الموضة التي لا تنتهي، بدأت أتساءل: هل هو محض صدفة؟ أم أنه متعمد؟ وهل هناك من يستفيد من انتشار التفاهة والسطحية؟ @khalid606