05 نوفمبر 2025

تسجيل

الحشمة والتقدير لك يا بوناصر

08 ديسمبر 2017

كما كان متوقعاً غاب قادة دول الحصار عن القمة الثامنة والثلاثين في الكويت بالرغم من تأكيدهم على حضورها قبيل انعقادها بأيام ، ليضعوا مصير منظومة مجلس التعاون في حُكم المجهول ويُمارسوا بلطجيتهم وصبيانتهم ضد دول الخليج الأخرى وضد شعوبهم وشعوب مجلس التعاون الخليجي !! ومن المُعيب جداً عندما نرى هذا الاستخفاف وعدم التقدير من قادة دول الحصار ، خاصة السعودية والإمارات، لجهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة الذي بذل كل الجهود المضنية رغم اعتلال صحته وكبر سنه لرأب الصدع الخليجي والتوسط لدى كافة أطراف الأزمة الخليجية للوصول بها إلى حلٍ جذري يُنقذ مستقبل منظومة مجلس التعاون الخليجي الذي لطالما تغنّينا في وحدته وراهنّا على ديمومته وقدرته على وقوفه أمام المتربصين والحاقدين ، لِتُقابل كل هذه الجهود المباركة بتعنت ورفض معززٍ بافتراءات وأكاذيب ضد قطر لوأد هذه الجهود، وهو الأمر الذي لم يُقابل من الطرف المعتدى عليه بتعنت مماثل وإنما تطابقت أقوالهم مع أفعالهم بأنهم مع مبادرة ووساطة أمير الكويت وأنهم مستعدون للتفاوض مع دول الحصار شرط عدم المساس بالسيادة وكيان الدولة والذي أيضاً كان محل احترام وتقدير من أمير الكويت الذي ثمّن موقف قطر الذي كان في جوهره وظاهره صابراً على تجاوزات دول الحصار من أجل " عيون " بوناصر الذي حمل على عاتقه هذا الملف الشائك !! ومع تغيّب الملك سلمان الذي حرص على مقابلة غونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وتغيّب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أوعز له حرص رأس الشر ولي عهد أبوظبي بعدم الحضور وإصدار قرار رئاسي لعمل لجنة تنسيق في شتى المجالات مع حليفتها السعودية بمعزل عن دول الخليج الأخرى!!  أما ملك البحرين الذي ليس لدولته ناقة ولا جمل في هذه الأزمة وتعاني دولته من انهيار اقتصادي وأمني لا مثيل له فإنه يُدار بالريموت كنترول من " معازيبه " في الرياض!! لذا فإنه بات من الواضح جلياً أن المعتدي والظالم ليس لديه ما يبرره في القمة وبالتالي فإن الهروب من المواجهة هي السبيل الوحيد لهم ، بينما حرصت قطر المعتدى عليها بأن يُمثلها رأس دولتها الذي ثمّن هذه الدعوة وما سبقها من جهود لشقيقه أمير الكويت مع علمها اليقين بأن من انتهك حق الجار وحق أواصر القربى والدين وطعن في الأعراض والحرمات ومنع أشقاءه من حج بيت الله الحرام وزيارة مسجد رسوله الكريم وقطع صلات الرحم بين الأشقاء وحرّض مواطنيه وزرع في قلوبهم الحقد والغل على شعب قطر ، عَلِمَت أن من قام بهذه التجاوزات لن يسعى لإصلاح ذات البين وسيزيد من غطرسته وطغيانه لأنه فقد أخلاقياته ومبادئه أمام شعبه قبل أن يفقدها أمام العالم أجمع !! ما يهمنا في قطر بأن حرص سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى جاء انطلاقاً من إيمانه بأنه مع التفاوض والمواجهة تحت قبة واحدة جوهرها الصراحة والشفافية والابتعاد عن الشحناء والحقد لحل كافة المسائل الخلافية مع دول الحصار ، كما أن تلبيته للدعوة وحضوره للكويت على رأس وفد رفيع المستوى جاء ليؤكد تقدير واحترام قطر لجهود أمير الإنسانية وما بذله من جهود مُقدّره من الجميع. فاصلة أخيرة من المُشين أن نرى قرقاش يجلس مكان الشيخ خليفة بن زايد والجبير مكان خادم الحرمين الشريفين ، رحم الله من أسس منظومة مجلس التعاون الخليجي فلو علِموا أن هذه الدُمى ستجلس يوماً ما مكانها لتراجعت عن إقامة هذا الكيان الهش !!