12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (١)قبل ألف وأربعمائة سنة، كانت هناك المدائن، عرش كسرى شاهنشاه وإيوانه، حَكم العجم وأرهب العرب.ولا ملك يدوم، ليأتي صحابة النبي العربي -عليه الصلاة والسلام- بقيادة المثنى بن حارثة، ليطهّر تلك الأرض من حكم الفرس، ولتأتي بعدها بشارة محمد بن عبدالله أن لا كسرى بعد اليوم.تدور رحى الزمان، لينتصب على هامتها رجل حكم أقصى مغرب الأرض إلى أقصى مشرقها، وأبقى بغداد عاصمة الحضارة لأكثر من ثمانية قرون، إنه أبو جعفر المنصور. ليتوج حكمها بالعصر الذهبي الذي حكمه الخليفة العباسي هارون الرشيد.. إنه هارون الرشيد الذي تفننوا في تشويه صورة عدله وحكمه، والذي كان يروي عنه التاريخ من أنه كان يخاطب السحابة أن "أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك".وتدور عجلة التاريخ ليحكمها من هو ليس للحكم أهل، وليُنجب من رحمها ابن العلقمي، الذي زرع الخيانة في تاريخنا، وأتى بالمغول طمعا في الحكم، ولتشهد العراق مقاتل شنيعة، قتل فيها خلق كثير، سالت دماؤهم على الأرض، كما سالت أحبار نتاج علمائها في نهر دجلة.عادت لتتنفس بعدها بعد دحر المغول، ولكن رحى الزمان لا ترحم. (٢)دارت بنا الأيام، ليتآمر على بغداد "صليبيون" جدد، ليحتلوها ويبيدوا أهلها ويسرقوها باسم تحريرها!أتاها الأمريكان ليمعنوا في أهلها قتلا واغتصابا، وفي أرضها سرقة وتدميرا وخرابا.ثم لما فرغوا، نقلوا إرث تدميرها وسرقتها لأحفاد كسرى، ليعودوا بأحقاد لم يشهد التاريخ لها مثالا في الحقد والانتقام. (٣)اغتصبها أحفاد كسرى ولا حكم لكسرى ولكنهم في غيّهم يعمهون، وإن غدا لناظره لقريب.عراق المنصور والرشيد، حضارة العلماء ومجد الحكماء، يعبث فيها أحفاد الفرس اليوم.شوارعها ملأى بصور خامنئي، والإيرانيون يدخلون منها ويخرجون كما يشاؤون!يحكمها أمثال ابن العلقمي وجنودها قطيع الحشد الشعبي الذي يأتمر بأمر عمائم «قم».جنودها بملابسهم العسكرية يدلكون أرجل زوّار النجف وكربلاء ويقبلونها، ويضعون أواني الطعام على رؤوسهم، إكراما للزوار الإيرانيين!مدنها تفرّغ من سنّتها ليستوطنها الإيرانيون، أما شبابها من الشيعة العرب فيرسلون لقتل السوريين في مدن العراق كالموصل وخارج الحدود في سوريا كحلب. (٤)سيشهد علينا التاريخ أننا قد أسلمناها وتركنا الفرس ينهشونها ويقطّعون أوصالها بعد أن بعنا عروبتها بثمن بخس للقائد الصليبي بوش الصغير.متى نستفيق لنستعيد تلك الأرض، ولنحمي إخوة لنا في الدين والدم من ظلم مغول العصر، بل هم أبشع.