27 أكتوبر 2025

تسجيل

مواليد 1957 بلغوا الـ 57 عامًا

08 ديسمبر 2014

نحن مواليد عام 1957م ، وصلت أعمارنا الآن إلى الـ 57 سنة، ونعد نحن مواليد هذا العام أول المواليد في العصر الحديث للدولة الذين ولدوا في مستشفى عصري، بعد أن كانت مواليد العام الذي قبله يولدون في المنازل على أيدي "الدايات" أي المولدات، وبعض منهم من حالفهم الحظ إن وجد فرصة الولادة في مستشفى "شرق"، حيث الإمكانيات متواضعة والقليل من نساء قطر يقبلن الولادة فيه. كان مستشفى الولادة آنذاك يسمى بمستشفى "حمده" نسبة إلى الدكتورة إقبال حمدي التي سميت من قبل نساء قطر آنذاك بهذا الاسم "حمده"؛ لأن أغلب الممرضات كن من الهند وكن ينادين الدكتورة دكتورة حمدي، باسم أبيها كعادة المتحدثين باللغة الإنجليزية، والنساء القطريات سمعن ذلك فظنن أن اسمها حمدة فنادينها به، وبه اشتهرت. حضرت الدكتورة إقبال إلى قطر في تلك الفترة تقريبا وكان مقر عملها في مستشفى الدوحة، وقد ولد على يدها معظم أبناء جيل 1957 الذي كانت معظم النساء قبلها تفضل الولادة في البيت، وفي ذلك العام قامت الدكتورة إقبال بمقابلة حاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله وأيدها في تحويل مستشفى الدوحة إلى مستشفى للنساء والولادة، واستمر اسم مستشفى حمده إلى يومنا هذا يردده أهل قطر على هذا المستشفى، رغم تحويله إلى عيادة الأمراض النفسية. استمرت الدكتورة حمده في عملها حتى بداية السبعينيات وتقريبا عام 1972، وقد تزوجت من طبيب التخدير في المستشفى، ومن ثم تقدمت باستقالتها وعادت إلى مصر، وبعد ذلك ذهبت إلى مدينة جده وعملت في أحد مستشفياتها حتى عادت إلى مصر وبعدها بأربعة أشهر توفيت، رحم الله الدكتورة حمده التي لايزال اسمها عالقا في ذاكرة قطـــر وأهلها. كانت الدكتورة حمده صاحبة شخصية قوية ومحبوبة في نفس الوقت، ما جعلها تجمع بين القيادة الإدارية والمحبة الشعبية، ما أكسبها روح القيادة المبادرة وحبها للعمل، وفي خطوة للحد من شعبيتها وقيادتها قام المستشار بتعيين طبيب نساء وولادة جديد في المستشفى، وعندما حضر للمستشفى للمرة الأولى وجد الدكتورة في غرفة العمليات، وعندما خرجت تم إبلاغها بالأمر، فقامت بإغلاق باب المكتب عليه لمده 4 ساعات وبعدها خرج وذهب للمستشار يبلغه بتصرفها، فما كان من الدكتورة إلا أن قدمت استقالتها وإبلغته أن أهل قطر يرفضون تعيين رجل بمهنة طبيب نساء. يذكر أهل قطر أنها كانت لا تفرق بين كبير وصغير أو غني وفقير، وقد كانت نساء الشيوخ وكبار الأعيان تولد في البيوت وكانت الدكتورة تشرف عليهن في بيوتهن، وفي إحدآ المرات وبينما كانت تستعد لدخول غرفة العمليات لعمل عملية جراحية خطيره لإحدى المقيمات جاءها طلب عاجل لتوليد إحدى نساء كبار الشخصيات في المنزل فرفضت، حتى يتم الانتهاء من العملية الجراحية، والتي لم تبدأ بعد. توفيت د. إقبال حمدي سنة 21 /1979/6م، التي وُلد على يديها الآلاف من سكان قطر، كل مواليد عام 1957م ومن بعدهم يترحمون على الدكتورة حمده، وهم الآن على أعتاب الـ 57 عاما. وسلامتكم