21 سبتمبر 2025

تسجيل

عنصرية في أبشع صورها

08 ديسمبر 2011

خلاف محتدم بين اليهود الأمريكيين ودولتهم الصهيونية. فوزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية قامت بحملة دعائية في الولايات المتحدة. هدفها: تشجيع الإسرائيليين المهاجرين إلى أمريكا على العودة إلى إسرائيل، إضافة إلى حثها لهؤلاء بعدم الزواج من أمريكيين!أما كيف تمت الحملة الدعائية؟ فقد جرت عن طريق نشر أشرطة فيديو وتثبيت ملصقات في الطرق وإعلانات في الصحف في الأماكن التي تتواجد فيها الأكثرية من هؤلاء. الملصقات والإعلانات تضمنت عبارات مثل"عد قبل أن يتحول عيد الأنوار(العبري) إلى عيد ميلاد(مسيحي) آن الأوان لتعد إلى إسرائيل" وأيضاً مثل"عد قبل أن يتحول بابا إلى دادي(والد بالإنجليزية) عد إلى إسرائيل قبل فوات الأوان". والكثير الكثير من العبارات الشبيهة الأخرى. اليهود الأمريكيون ومنظماتهم الصهيونية اعتبروا أن هذه المضامين الدعائية تعني أن اليهود الأمريكيين الذين لم يهاجروا إلى إسرائيل يفتقرون إلى التمسك بالديانة. وأنهم مهددون بالاندماج في مجتمعهم والتخلي عن اليهودية، وقد بلغت احتجاجاتهم مدى عالياً. فقد أرسلت الاتحادات اليهودية والصهيونية في أمريكا رسائل احتجاج إلى الوزارة الإسرائيلية معتبرةً: أن"الرسالة التي تفيد أن اليهود الأمريكيين لا يفهمون إسرائيل، هي مسألة مثيرة للسخرية ومشينة" وكتبت المجموعة التي تمثل 157 اتحاداً يهودياً وأكثر من 300 مجموعة "نخشى أن تترك هذه الحملة أثراً عكسياً على إسرائيل فبدلاً من إعادة الإسرائيليين لها ستبعد يهود الشتات أكثر عنها". الحكومة الإسرائيلية وعلى ضوء هذه الاحتجاجات اتخذت قراراً بإيقاف الحملة. هذه الحملة الدعائية فكما أنها عنصرية تجاه اليهود المهاجرين من إسرائيل إلى أمريكا. فهي عنصرية أيضاً تجاه الأمريكيين غير اليهود وتجاه أعيادهم الدينية وتجاه لغتهم وحضارتهم، وهي تعبير عن نظرة استعلائية فوقية عنصرية ترى اليهودي في منزلة أرفع من كل البشر الآخرين، الذين لا يجوز الزواج من بناتهم ونسائهم لأن ذلك يضر بالمصلحة اليهودية، فوفقاً لآراء الحاخامات فإن اليهود هم أبناء الأم اليهودية حتى لو كان الزوج غير يهودي. لذلك فإن الحملة تدعو إلى عدم الزواج من غير اليهوديات(أي الأمريكيات). لذلك فإن الصهيونية وإسرائيل هما ضد الزواج المختلط، وتصدر الحركة الصهيونية بالتعاون مع الدولة الإسرائيلية تقارير سنوية تتحدث عن الوضع الديموجرافي لليهود في بلدانهم، وقد بينت هذه التقارير في السنوات الأخيرة وفقاً(لهآرتس): تراجعاً في أعداد اليهود في العالم باستثناء إسرائيل. لقد تم بحث هذه القضية في العديد من مؤتمرات هرتزيليا الاستراتيجية الطابع، وفيها صدرت التوجيهات بالعمل على تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. ومحاولة إعادة المهاجرين منها، وبناء على توصياتها كانت هناك دعوات لعدم الزواج المختلط، فوفقاً للإحصاءات الإسرائيلية تبلغ نسبة الزواج المختلط(بين اليهود وغيرهم) في روسيا الاتحادية والجمهوريات من حولها حوالي 70%. وفي والولايات المتحدة الأمريكية 50%. وهذه نسبة تقريبية تنطبق على كافة الدول التي يتواجد فيها اليهود. من ناحية أخرى فوفقاً للإحصاءات الإسرائيلية أيضاً(وكما ذكرتها هآرتس). فقد تراجعت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل إلى أدنى مستوياتها، ووصلت من الناحية العددية إلى ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الزمني الماضي، ففي السنوات الخمس الأخيرة تراجعت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل إلى أدنى مستوياتها. فقد تراوح عدد المهاجرين سنوياً مابين 13500-16000 ألف شخص، ولكن في المقابل فإنه وحسب الإحصاءات أيضاً فإن عدد المهاجرين سنوياً من إسرائيل يبلغ ما بين 10-12 ألفاً. وهذا بعد خصم الذين عادوا إلى إسرائيل بعد سنوات. وهكذا يتبين أن(جنة الله الموعودة) و(أرض السمن والعسل) التي تعد بها الحركة الصهيونية. يهود العالم. في محاولة لتشجيع الهجرة إلى إسرائيل، تحولت إلى أكبر قوة طاردة في العالم للمهاجرين منها، إذ يفاجأ المهاجر بالتفرقة العنصرية(المصاحبة لوجود هذه الدولة) القائمة فيها، فما بين اليهود الشرقيين والغربيين والفلاشا توجد مسافات واسعة، كذلك التفرقة العنصرية التي تمارسها إسرائيل ضد العرب فيها، إضافة إلى البطالة وغلاء المساكن، وممارسة فعل الاحتلال وعسكرة المجتمع......هذا رغم المحفزات المالية الهائلة والمغريات الكثيرة والكبيرة التي تقدمها إسرائيل إلى المهاجرين الجدد إليها. إسرائيل التي تدعي(الديمقراطية) تضع عقبات مالية وأخرى اجتماعية أمام من يرغبون بالهجرة منها، فمثلاً لا تجوز الهجرة إلا بعد خمس سنوات يقضيها المهاجر في إسرائيل. كذلك يتوجب عليه دفع كافة التسهيلات المالية التي قدمتها الدولة إليه. رغم ذلك يفضل الكثيرون الهجرة منها. صحيح أن العنصرية مثل النار إذا لم تجد ما تأكله، تأكل نفسها. لذلك فهي هذه المرّة تمارس ضد اليهود المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وضد الأمريكيين بشكل عام.