12 سبتمبر 2025

تسجيل

أين رحمتكم يا عرب؟!

08 نوفمبر 2023

قد تجاوزنا الشهر، والأمور تزداد سوءاً وقتلاً وإبادة والعرب مغيبون في عقد قممهم الطارئة البعيدة كل البعد عن معنى كلمة (طارئة) وعاجلة ومستعجلة ومهمة وما إلى هذه المفردات التي نتفنن نحن العرب في التلون بمرادفاتها، لكننا عاجزون عن ترجمتها واقعا للأسف!. نتجاوز الشهر وغزة تعيش إبادة حقيقية وانتزاعاً من حياتها وأرضها والهدف دائما وأبدا الأطفال الذين يقتربون من 5000 طفل ورضيع وجنين حتى الآن قصفتهم إسرائيل بصواريخها وقنابلها الفوسفورية والعالم كله بمنظماته ومؤسساته الرسمية والحكومية وغير الرسمية ينظر ولا يستطيع حتى إيقاف هذه العصابة الإرهابية التي تعلن عن أخلاقيات جيشها النازي المتدنية من خلال استهداف هؤلاء الأطفال الذين تسابقوا في بداية العدوان على بلادهم الصغيرة على كتابة أسمائهم على أذرعهم الصغيرة حتى إذا استشهدوا عرف المسعفون أسماءهم فيصلون عليهم ويكرمونهم بالدفن وهم يعرفون من هذا ومن هذا وابن من وابنة من، لكن حتى هذا الأمر بات غير ممكن اليوم بعد أن بات يخرج الطفل أشلاء وتُجمع قطع جسمه في أكياس ولا يخرج كاملا فيضيع الاسم وتضيع الملامح وتضيع الأذرع الصغيرة المكتوب على جلدها الناعم أسماؤهم وتُدفن بألم وتسبق أرواحها الجنة بإذن الله فإلى متى سيظل هذا الإجرام مستمرا يا عرب؟! إلى متى سيظل الواضح مساعدتكم لأهل غزة في الأكفان التي ترسلونها بفخر بينما باتت غزة من كل جهاتها أهدافا سهلة للعدو الإسرائيلي الفاشي؟! إلى متى ستظل قلوبنا تُكوى بهذه المشاهد التي تُقطع نياط القلب لهؤلاء الصغار الذين يُقتلون بدم بارد ولا نشعر بأن الطريق للجنة بات مزدحما بهؤلاء الطيور وتلك الحور؟! إلى متى الدعوات للتهدئة وإلى متى تلك اللغة اللينة في الإدانة والشجب والأسف ونحن نزيد على 22 دولة عربية بيدنا أسلحة كثيرة ونستطيع أن نتلاعب بإسرائيل؟! متى يؤمن العرب إن الدنيا زائلة والهوان الذي يخضعهم أكثر فأكثر عن نصرة أهل غزة هو ما يمكن أن يلحقهم للقبور وللآخرة؟! هل هناك رحمة وأنا أعني هذا السؤال جيدا هل هناك رحمة في القلوب لتتحمل كل هذه المشاهد الفظيعة للأطفال؟! فأنا شخصيا أستثني هذا عنكم لأن الغرب بشعوبه غير الموحدة تدك شوارعها دكا وتبكي دموعها دما وفيهم رحمة أكبر بكثير مما تجمعنا ونحن أهل الإسلام الذين من المفترض أن نكون أهل تراحم وإنسانية من منطلق ديننا الإسلامي السمح القائم على هذه الرحمة ؟! ألا تحرككم هذه المشاهد لتطلقوا لمشاعركم أن تعبر دون أن تتلطفوا في العبارات والتصريحات وتفضحون عن مكنونات أنفسكم إزاء كل هذا الإرهاب الذي يُمارس بوحشية وإرهاب تجاه الأطفال والنساء على الأقل ؟! لم تتأنق ردود أفعالكم وكأن المقام يستحق كل هذا التهذيب وذاك الأدب للتعبير عن همجية إسرائيل وقتلها الممنهج والمتعمد واستهدافها لأجيال غزة الصغيرة ؟! لم يقولوا عن العرب عاطفيين بينما العاطفة بعيدة عنكم بعد المشرق عن المغرب ؟! الرحمة والعاطفة لا تحتاج لأن يكون الشخص مسؤولا ودبلوماسيا ليتلطف في التعبير وردة الفعل ويقف عند الفواصل ويأخذ أنفاسه ليختار ما هو مناسب وما هو غير مناسب ليقوله أمام هذه المجازر الفظيعة التي نراها على شكل أشلاء أطفال ورُضّع وأجنة بُقِرَت بطون أمهاتهم فمتى يجب أن ننتفض بهذه الرحمة إذا لم تكن الآن ؟! لم علينا أن ندين بتلطف ونشجب بتلطف وندعو بتلطف ونرفض بتلطف وكأننا نخاف من مصالحنا أن تتعطل، علما بأن المصالح هنا كان يجب أن تتعطل تماما أمام كل هذه المجازر ولكن ماذا نقول ؟! فاللهم إنك ترى وتسمع فإليك المشتكى وأنت خير من انتقم.