12 سبتمبر 2025
تسجيلالسيدة / ابتسام آل سعد الموقرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع: مقالكم بعنوان (مصالح التطبيع تتصالح) في البدء نشكركم على اهتمامكم بقضايا السودان وبالإشارة إلى مقالكم بصحيفة الشرق والذي تم نشره يوم الأربعاء الموافق 28 أكتوبر 2020م تحت العنوان المشار إليه أعلاه نرجو أن نوضح الآتي: أولا: لم يتم اتفاق بعد فيما يخص التطبيع وإنما اُتفق على مبدأ التطبيع. ثانيا: وبما أنه ليس هناك اتفاق فلا وجود لشروط فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الصين أو توطين الفلسطينيين من الادعاءات التي وردت في مقالكم. ثالثا: الإشارة أن السودان خرج عن بكرة أبيه غير صحيحة بل الصحيح أن هناك توافقا كبيرا حول هذه الخطوة لكونها تخدم المصالح السودانية. رابعا وأخيرا: ضرورات التطبيع مع إسرائيل كانت لأسباب سودانية داخلية ليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية والتي ما يزال موقف السودان منها ثابتا وهو حل الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين إلى ديارهم. أملا وعملا بمبدأ حق الرد نشر أعلاه في ذات الصفحة. مع فائق الشكر وأكيد الاحترام رقية علي محمد إبراهيم ع / السفير كان هذا هو الرد الذي وصلني من السفارة السودانية في الدوحة، تعقيبا على مقالي الذي ذُكر أعلاه ونُشر الاسبوع قبل الماضي، وفي الوقت الذي يجب أن أشكر فيه المعنيين في سفارة السودان الشقيق على اهتمامهم ومتابعتهم للقضايا المتداولة في وسائل الإعلام، لا سيما في مقالات الكتّاب الذين بلا شك يتناولون قضايا السودان محبة لا كراهية، إلا أنني أريد التعقيب على هذا الرد بكلام عام يشكل وجهة نظري الشخصية، وقد ينطبق على أي دولة، وليس السودان تحديداً. وهو أن الاتفاق حول مبدأ التطبيع إنما هو مثل الترحيب الذي يسبق المصافحة وربما التقبيل، ولذا لا أجد فارقا يذكر بين الاتفاق على مبدأ التطبيع والتطبيع الفعلي الذي لابد أنه يحث الخطى، ليكمل صورته التي لا يمكن أن يكون حوله اتفاق كبير بين جموع مواطني الدول المطبعة الذين لا يزالون يرون إسرائيل عدوا حقيقيا للعرب، ولا يربطون الأمر بمصالح بلادهم الداخلية الضرورية، لأنه لطالما اختلفت الضرورة التي تراها الحكومات عن الضرورة التي يسعى لها الشعب، ولا يمكن أن يكون هناك التوافق الكبير بين الحكومة والشعب خصوصا في نقطة التطبيع، وما زلت أصر على أن قطاعاً عريضاً من الشعب السوداني أو شعوب الدول المطبعة ليسوا كلهم متفقين في هذه النقطة؛ لأنه لن يقيس مصالحه بصورة حسابية مع التطبيع مع إسرائيل، فالعقول مبرمجة على كراهية التقارب مع اسرائيل، ولذا فالشعوب تكره أن تعيش بهذا الشعور. ومع هذا سيبقى السودان بلدا نحترمه؛ لأنه في الأول والأخير بلد حر ولا يمكن فرض أمر على شعبه، الذي استطاع في أول أبريل العام الماضي انتزاع حكم البشير، الذي يحاكم اليوم بتهم فساد لن يخرج منها سالما على ما يبدو، ولكن يبقى الثبات على المبدأ هو التحدي الذي بدأت بعض الحكومات الخليجية والعربية بالفشل فيه تماما، وهو مبدأ اعتبار إسرائيل كيانا محتلا. @[email protected] @ebtesam777