13 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمن العائد دون هادي !

08 نوفمبر 2018

بعد أربع سنوات عجاف من حرب سميت بـ ( عاصفة الحزم )؛ كانت أهدافها إعادة شرعية هادي إلى سدة حكم اليمن وعودته بعدها إلى القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء، يعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية أنه يميل بشدة لتمكين الحل السياسي بين أطراف النزاع في اليمن والجلوس على طاولة المفاوضات، وأنه سعى لتخفيض حدة التصعيد مع الحوثيين استجابة لدعوة المبعوث الدولي المكلف بالملف اليمني من قبل الأمم المتحدة، هكذا وبكل بساطة تعلن الرياض وأبوظبي أنهما ليسا أهلاً ( لاجتثاث الحوثي في أيام قليلة ) كما ( هايط ) ولي العهد السعودي يوماً وقال هذه الجملة مبتسماً في الوقت الذي بدأ الحد الجنوبي من مملكته ينهار شيئاً فشيئاً أمام التسلل الحوثي لأرضه ويسقط جنوده في قبضة الحوثيين، وتطير صواريخهم لتستقر في عمق عاصمته ومحافظاته !، وبكل بساطة أيضاً تترك الرياض بلداً ساهمت بشكل رئيسي في تدميره وقتل أرواح أبنائه واحتلال أرضه ونهب ثرواته وتشتيت عصبته وتفريق وحدته دون أن يعترفوا بكل هذا رغم الاعترافات الخجولة التي تخرج من التحالف بعد محاصرة المؤسسات الدولية والإنسانية للتحالف بتسببه في مجازر تطول اليمنيين دون ذنب. يبدو أن الحديث عن ( شرعية هادي ) الذي سلّم لجام دولته وحكمه بالكامل للرياض تتصرف فيهما كما تشاء حديثاً لا يبدو شيقاً خصوصاً وأن هذا الرجل أصبح تابعاً مخلصاً بكل ما تعنيه الكلمة للسعودية والتي هي مقر إقامته حالياً، ويظن أنه يدير دولة بحجم اليمن من مقر إقامته في أحد قصور الرياض وباتت نظرة شعبه له على أنه باع وقبض الثمن وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، ويحاول جاهداً الخروج بمظهر الرئيس المتحكم بزمام حكمه ودولته بينما في الحقيقة هو رئيس شكلي ربما يكون قد خُدع أيضاً بأهداف عاصفة الحزم المعلنة ولم يعد بإمكانه التراجع بعد أن تيقن أن كل ما أعلنت عنه الرياض وأبوظبي تحديداً ما هو إلا هباءً تناثر حوله وشرب منه حتى شبع، لأنه يعلم أن أبوظبي رغم ما لاقته من خسائر بشرية وعسكرية على أرضه إلا أنها جاءت محتلة وسارقة لتاريخ اليمن وباعت في الذمم واشترت وسرقت ونهبت وأرسلت لبلادها عديمة التاريخ جزءاً من تاريخ أرض بلقيس لتصنع لها تاريخاً تعود له. مع هذا وقف هادي موقف الأبله الضعيف الذي لم يجرؤ حتى على الأسف على دم شعبه وأطفاله الذين أهدرتهم طائرات التحالف واكتفى بتغيير ذاك المحافظ وتعيين غيره وحينما قوى عزمه و( شد حيله ) قليلاً أقال رئيس حكومته ورمى عليه كل تبعات فشله الشخصي، فبأي صورة يريد هادي أن يقابله شعبه بها ؟!، هل يحلم بالأذرع المفتوحة التي يجب أن تستقبله بترحيب شديد وأن صنعاء المحتلة كاملاً تحت يد الحوثي الذي أطلقته الرياض من مقره في صعده إلى باقي العاصمة والمدن اليمنية ستكون منتظرة قدومه لأجل أن يحكم ثانية مثلاً ؟!. عجباً لهذا الرجل كيف يفكر وهو الذي يقارب السبعين من عمره أو قد يكون قد تجاوزها ولا يزال يحلم بأنه الرئيس لدولة سلمها بنفسه لمحتلين بعد أن أسكنوه أحد قصورهم وقالوا له: هنا ستكون جمهوريتك الصغيرة حيث تجتمع برموز دولتك وتحكمها عن بُعد كما تشاء ولكن بتوجيه منا وموافقة !. بالأمس خرج المرعوب محمد بن سلمان من جناحه الملكي ليعلن زيارة لأفراد قواته التي تواجه خطر الحوثي كل لحظة، فزارها في مقراتها العسكرية ولم ينس ذو القلب الحنون أن يلتقي بالجرحى منهم والذين يتلقون علاجهم في المستشفى وقدم لهم دعماً معنوياً أظن أنه بات هو أشد حاجة منهم إليه بعد الشكوك شبه الأكيدة بأنه الآمر الفعلي لتصفية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، فأين كان حين اشتكى المئات من هؤلاء الجنود ظروفهم الصعبة وتأخر معاشاتهم والتعرض لأسرهم وهدم منازلهم وقطع العلاوات عنهم واستغاثة المأسورين منهم في يد الحوثي ؟!، أين كان هذا الأمير الذي التقطت الكاميرات آثار الإرهاق على وجهه وابتسامته الشاحبة التي لم تعطِ الانطباع الذي يجب عليه من جنوده في هذه الحرب الخاسرة التي ألقى فيها هؤلاء الجنود وحثهم أن الوطن يستحق منهم أرواحهم بينما في الحقيقة أنه أدخلهم إلى جحيم أرض ليست بأرضهم وأن أرواحهم التي تذهب سدى كانت لمصالح النظام السعودي فقط ؟!، ولذا فإن اليمن حين تعود لحضن اليمنيين دون وجود محتل سعودي أو إماراتي فلا يمكن أن يكون هناك مكان لهادي فيه، ليس لأنه باع واشترى فقط ولكن هذا البلد بعد أربع سنوات من الحرب الهمجية والدموية عليه لا يمكن أن يعود إلى ما قبلها ولن يختار حاكماً يفر قبيل أول صاروخ على أرضه لتتلقاه صدور شعبه العارية دون إنذار مسبق ودون سقف يظن أصحابه أنه سيحميهم وسيمنحهم بعضاً من الأمان الذي يتمرغ فيه رئيسهم !. ◄ فاصلة أخيرة اليمن تاريخ عظيم لكنه ليس كريماً ليمنح (الدول النكرة) بعضاً منه!. [email protected]