06 نوفمبر 2025

تسجيل

عاصمة الظلم والاعتقالات

08 نوفمبر 2017

بات من الواضح أن المنطقة تمر بأزمة تخطّت إلى ما هو أبعد من حصار قطر وما صاحبها من افتراءات وتجني وأكاذيب كشفت الأيام التي تلتها بأنها ليست إلا أولى الخطوات التي تتمترس خلفها أجندات وأهداف خبيثة يسعى قطبي الأزمة ومفتعليها بن زايد وبن سلمان لتنفيذها بدعم من قوى خارجية كإسرائيل والرئيس الأمريكي ترامب بشخصه ومستشاريه الذين كثّفوا زياراتهم للرياض وأبوظبي طيلة الأشهر الماضية للوقوف على آخر ما يستجد من أمور حول المخطط الذي يُحاك لها لتؤكد مدى التعاون الوثيق بينها وبين قطبي الشر في العاصمتين الخليجيتين!!. ولعل الأيام القليلة الماضية كشفت جلياً الصورة التي أراد لها بن سلمان أن تكون عندما أقدم على قرار متهوّر لا ينم إلا عن طيش وصبيانية لا تليق بولي عهد يقود أكبر وأغنى دولة في الشرق الأوسط لها تاريخها الزاهر والمؤثر والضاغط على القرارات الدولية بُحكم علاقاتها المتميزة مع الدول العظمى، وبالرغم من أن القرارات التي سبقتها كانت توحي بأنه من غير المستبعد أن يحدث ما هو أسوأ عندما فرض الإقامة الجبرية على ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف وزُجّ بالمئات من العلماء والمفكرين والاقتصاديين والإعلاميين في السجون ومُنع مثلهم من السفر ليأتي القرار الأخطر والذي يُعد سابقة لم تحدث في تاريخ المملكة العربية السعودية عندما عزل الأمير متعب بن عبدالله الرجل ذو النفوذ الواسع في أقوى المؤسسات العسكرية السعودية وهي الحرس الوطني وفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى العديد من الأمراء الأقوياء والوزراء المعفيين والسابقين وعدد من رجالات الأعمال لتُنذر عن أزمة لن تنتهي إلى هذا الحد وإنما ستصل في مداها إلى ما لا يقع في حسبان بن سلمان!!.ولعلّه حب السلطة والمال هو ما اقتضى على بن سلمان اتخاذ مثل هذه القرارات لإزاحة من يرى أنهم يُشكلون حجر عثرة في طريق تنحّي والده الملك سلمان بن عبدالعزيز عن العرش وتوليه زمامها وهو الأمر الذي شاع بعد توليه ولاية العهد بأيام وتم تأجيله لعدم تهيئة الظروف السياسية والمناخ المُلائم للإعلان عن القرار ، ولكن الظروف الآن أصبحت مواتية لأن يُعلن عن توليه للعرش بعد أن ضمن هيمنته على القرار السياسي واستحوذ على الثروة من خلال مُصادرة وتجميد أموال أباطرة المال في السعودية بعد أن لفّق لهم تهمة الفساد وغسل الأموال!!.وحول هذه الجزئية يقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست : إن الإجراءات الأخيرة التي أصدرها بن سلمان تحمل في طياتها مخاطر سياسية كثيرة ومن أهمها المخاطر الاقتصادية على المملكة ، فلا ريب أن هذا الأسلوب في غاية الغرابة لتشجيع الأجانب على الاستثمار ، بل يمكن الجزم بأن ما اتخذه بن سلمان من إجراءات ليلة السبت كأنما صُمّمَ ليُخيف المستثمرين ويُشرّد بهم من خلفهم ، إذ أن المخاوف ستطول المستثمرين الأجانب الذين سيخشون أن يلقوا مصير أبناء عمومة الحاكم الفعلي للسعودية بن سلمان إذا ما نشب خلاف بينه وبينهم!!.وأضاف الكاتب أنه إذا لم يكن الأمر جلياً من قبل ، فلا بد أن يكون قد اتضح الآن لاسيما وأنه لم يعد ثمة شك في أن الرياض باتت عاصمة القلاقل في الشرق الأوسط ، وأن التحركات التي قام بها بن سلمان ليستحوذ على السلطة بشكل مطلق بإمكانها أن تُزعزع الأمن والاستقرار في البلدان المجاورة ، والأسوأ من ذلك أن هذا الأمير يحظى فيما يبدو بتشجيع رئيس الولايات المتحدة الذي لا يدرك عواقب ما تقترفه يداه!!. فاصلة أخيرة قلناها سابقاً ونعود ونكررها مراراً بأنه مهما مكروا وخططوا ودبّروا المكائد لقطر فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والباغين تدور عليهم الدوائر ، ولا نقول إلا " اللهم لا شماتة"!!.