12 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر ودورها الاستراتيجي

08 نوفمبر 2013

لاشك أن عنوان مقالنا هذا يندرج ضمن طياته العديد من الاستراتيجة بعيدة النظر.. وذلك فيما يخص دولة قطر، ولعل دور دولة قطر البارز على جميع الأصعدة وفي أكثر بؤر الصراعات والخلافات في العالم، ذلك الدور الساعي لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.. وكل تلك الجهود والإسهامات ولاشك لها الأثر البالغ في تحقيق وإرساء أسباب الأمان والاستقرار لعدة شعوب تفتقد وبشدة لذلك الاستقرار والأمان.. وليس بعيداً عما نتحدث به في هذا الصدد فإن الجهود البارزة التي قامت بها دولة قطر فيما مضى ابتداء من احتواء الأزمة بين الفرقاء في الجمهورية اللبنانية منذ سنوات والتي كادت تلك الأزمة تعصف بذلك البلد إلى مجاهل غير واضحة المعالم.. فكان دورها عظيماً في تجميع أبناء الوطن الواحد. واحتضنتهم على ترابها الطاهر رأباً للصدع الذي كاد يعصف بهم في حقبة من تاريخهم.. وأيضاً ومروراً بالفرقاء في السودان وتنظيم مؤتمر سلام بينهم.. عملت فيه على تذليل كافة الصعاب بما أوتيت من خبرة وحنكة سياسية بعيدة المدى.. وعلاقات واسعة ونفوذ كبير.. كل ذلك تحقيقاً للسلام في ذلك البلد ولتخفيف مقدار الخطر الكبير الواقع على شعوب أولئك الفرقاء. ومروراً بآخر جهود وإسهامات قامت به دولة قطر برعاية سمو أمير البلاد هو تلك الجهود التي تمثلت في فتح باب التبرعات لصندوق القدس في مؤتمر القمة العربي الأخير.. لتفتح الطريق أمام الدول العربية الأخرى القادرة على الحذو حذوها في هذا المجال الذي يستشف الإحساس والمعاناة مع أشقائه في فلسطين.. وضمن نفس المجال لابد هنا في هذا المقام من الإشادة بالجهود القطرية تجاه رأب الصدع والتوفيق بين وجهات النظر فيما بين الأشقاء والفرقاء في غزة.. والسعي لتقريب وجهات النظر المتباعدة بينهم. إننا في هذا الصدد وضمن حديثنا المتواضع هذا جهود دولة قطر.. يتوجب علينا أن نذكر أن الكثيرين في العالم ينظرون إلى دولة قطر نظرة ضيقة وذلك من واقع الدور السياسي الكبير الذي تقوم به في أماكن وبقع شتى من العالم.. ولعلنا نقول بأن مرجع تلك النظرة الضيقة هو عدم قدرة أولئك على القيام بمثل تلك الجهود الكبيرة.. أو لنقل عدم توصلهم للتعامل معها بالطريقة ذاتها التي نجحت فيها دولة قطر بالتعامل.. وبالتالي تحقيق إنجازات واسعة على الصعيد السياسي الدولي.. وإن مرد النتائج الإيجابية لتلك الجهود ولاشك أثمرت الخير العميم على شعوب تتوق لأن تذوق طعم الأمان والحرية ولعلنا نستشهد في ذلك جهود دولة قطر في ليبيا الحرة.. ومساعدتها لها في وقت كانت فيه بأمس الحاجة لأي مساعدة فجاءت تلك المساعدة من دولة شقيقة والتي تضافرت جهودها على هذا الصعيد مع باقي الدول العربية المخلصة.. هذا النموذج وغيره من النماذج الأخرى التي حفلت بها إنجازات دولة قطر كانت بمثابة نجم يضيء سماء السياسة الدولية التي ضربت مثلاً رائعاً للدول الكبرى والصغرى على حد سواء في تحقيق الاستقرار للشعوب والدول التي تفتقدها..