21 سبتمبر 2025
تسجيليوم المعلم نحتفل به كل عام ونحيي فيه كل من قام بالتعليم وبذل عمره وجهده من أجل أن يصل معلومة في عقل طلاب مختلفي المستويات والاستيعاب. نعم إنه المعلم الذي لا نستطيع إلا أن نقف له تقديرا واحتراما ولكن من هو ذاك المعلم ؟! المعلم هو ذاك الانسان سواء كان ذكرا أو أنثى الذي جعل هدفه وهو يسجل للعمل في سلك التدريس أنه (معلم أو مدرس ) ويدخل إلى الصف ويقابل طلابه فهم في لباسه متشابه وزي مدرس متماثل ولكن هل كل هؤلاء الطلاب نفس العقل نفس التوجهات نفس البيئة نفس الصفات النفسية والخلفية الثقافية ؟بالطبع لا فكل واحد منهم قد أتى للمدرسة وهو يحمل صفات ونفسية مختلفة فماذا يفعل المعلم الذي جاء ليعلم ويغرس المعلومات في عقل هؤلاء المختلفين عن بعضهم البعض؟ المعلم هذا سيحاول أن يصل إلى كل طالب حسب قدراته وإمكانياته العقلية وقدراته الفكرية بحيث تصل تلك المعلومة إلى عقل الطالب واسعة مستوعبة من طرفه قادر على متابعة بقية الدرس، وإن وجد المعلم أن الطالب غير قادر على ذلك كله، بالطبع سيبذل جهده وقدراته ويخصص وقت خاص لذلك الطالب حتى يمكنه مواكبة زملائه وهذا ما فعله الكثير من المعلمين والمعلمات في زمن عاش المعلم فيه مقدرًا محترمًا ووجد الآذان الصاغية التى تستمع له وبالتالي تتابع ما يقدمه وبالتالي يجد نتيجة جهده في نهاية العام تشرفه قبل أن تشرف طلابه. ذاك المعلم الذي يجعل جل همه كيفية توصيل المعلومة إلى هؤلاء الطلاب مختلفي الصفات والقدرات الفكرية والخلفية الثقافية. ذاك المعلم الذي يدخل المدرس والابتسامة لا تفارق ثغره يحيي طلابه والمسؤولين ويدخل الصف ويقدم درسه بكل ريحانية ومحبة، لا يتثاقل في عمله ولا يتهاون فيه ولا يجد الأعذار حتى يغيب أو يتأخر، هو ذاك المعلومة الذي يسعد لنجاح طلابه، ويصاب بالإحباط إذا وجد فشلا عند أحدهم، هو المعلم الذي يستفسر من الطالب عن النقاط التي تصعب عليه لشرحها مرة أخرى، المعلم الذي لا ينتظر المقابل. والآن أين ذاك المعلم من بعض معلمي اليوم الذي يشعرون بالملل والضجر من عملهم، لا يتثاقلون عن الذهاب للعمل ويضعون اتجاهات سلبية وتوجهات لرفض العمل، الذين يدخلون الفصل من أجل قراءة المنهج بلا شرح ولا تفسير، لايهمهم استيعاب الطالب وقدرته على التواصل، ومن ثم يجد ذاك الطالب الحجة لعدم احترام المعلم وتقديره، وتكثر المشاغبات في الفصول المدرسية وعدم الاحترام للمدرس ولا المدرسة من قبل الطالب، بل التطاول عليه والشكوى منه !!! في يوم المعلم نجد عودة معلم الأمس، معلم الذي يعتبر مهنته مقدسة وأم المهن، معلم يعتبر الطلاب أبناءه مصلحتهم قبل مصلحته وأمنيته أن يراهم في أفضل الأماكن والمناصب يتذكرونه ويقدمون له التحية مهما وصلوا، هذا هو المعلم. فتحية لكل معلم ومعلمة وضعوا الطالب وتعليمه نصب أعينهم.