12 سبتمبر 2025

تسجيل

ما هي السعادة؟

08 أكتوبر 2020

انهزم رجل أمام نافذة العمر، هدّه البكاء وأضناه التعب، "لا أحد يحبني، لا أنتمي لهذا العالم، لا أعلم ما أريد، قد أموت اليوم ولا أحد يكترث" يربت على كتفه غريب يشاركه كرسي الانتظار، "لم كل هذا الأسى؟" فقال الأول متمتماً: لا أريد إلا السعادة! فرد الثاني: إذن.. اسعد! ماذا تنتظر؟ فجاوب الأول بأسى "ولكني لا أعرف أين سعادتي أو ما هي سعادتي، وما يسعدني". وقفة تأمل: يقول لويس كارول (إذا لم تكن تعرف إلى أين أنت ذاهب، فكل الطرق ستأخذك إلى هناك)، حين تسير بلا خريطة طريق، ففي الأغلب ستسأل المارة عن طريق المكان الذي تقصده، قد يدلك البعض وقد يضيعك البعض الآخر. قليلا ما نرى "ضائعي طريق" يجلسون على الأرصفه يقرؤون عن الطرق وما تؤدي إليه، والفروق بينها من معالم وسكان وطبيعة والخ. ويبنون من خلال قراءتهم رأياً أي طريق يسلكون من الطرق. وهكذا يفعل فاقد الشيء، يسأل عنه، وإذا وفق كان من يسألهم جديري بالثقة، وإذا لم يوفق كان العكس!. فقد يتساءل متسائل: ما هي السعادة؟ وكيف أصل إليها؟ ويجد محصلة من الأجوبة، وما تضم هذه الأجوبة من طرق شرعية وغير شرعية للوصول إلى هذه الغاية المنشودة. يقول تولستي (السعادة أقرب ما تكون إلينا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق أعيننا)، فما هي السعادة؟ ولم هي غاية منشودة إذا كانت بهذا القرب؟!. قد يكون تعريف السعادة أو تفسيرها بشكل مادي من الأسئلة الفلسفية الأزلية التي لا تزال تسأل وتجيب بالعادة باحتماليات. لنقل إن السعادة هي الشعور المستمر بالفرح والطمأنينة والأريحية والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي وفقا لدراسات سابقة نتيجة للإحساس بثلاثة أمور: خيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير، نرى ديمومة الخير واقترانه بهذه الأمور الثلاثة، فلم يكتب: معرفة الذات والحياة والمصير مثلا! بل شرط الخير فيه، فلو كانت الركائز بالواقع "شر أو حيادية لا خير ولا شر" فلن تشعر بالسعادة. ونجد أيضا أن الخير مسبب للسعادة فخيراً تفعل، خيرا تحصل. الحياة حقيقتها ليست في البحث عن ذاتنا وسببية الحياة والمصير، هي بوجهة نظري مرحلة لخلق كل هذا وتكوينه بما يتماشى مع مبادئنا الخيرة، فالسعادة تنتج عن توافق ما تعيشه وما تنتمي إليه من مبادئ ومعتقدات، فنعيش العمر نبني ذاتنا ونصقل حياتنا حتى نشارف على عتبات المصير، فنحصد الخير الذي زرعناه. أستودعكم، السعادة بداخلنا جميعا.. علينا فقط أن نهتدي إليها. [email protected]