12 أكتوبر 2025

تسجيل

وقفة مع التنمر وأهله

08 أكتوبر 2019

أثار المقطع الذي انتشر الأسبوع الماضي مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي استهجان وغضب الكثير من الناس ؛ الذين أبدوا امتعاضهم من تصرف الطالب المتنمّر وتعاطفهم مع الطالب الذي تعرّض للضرب وسط زملائه دون أن يتدخل أحدا منهم لتخليصه من زميله الذي بدا وكأنه ملاكم يسعى للقضاء على خصمه!! المثير في الموضوع ليس الشجار الذي قد يحدث في أي وقت وظرف وإنما على وضع الطلبة الذين شهدوا هذا الشجار وعدم وجود أي بادرة لدى أي منهم في التدخل لإنهاء هذا الشجار، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يستدعي الأمر منهم فقط إلا المتابعة والتجمهر أمام هذا السلوك " العنيف " والذي ينم عن حالة نفسية أدت بهذا المتنمر إلى استخدام العنف ضد طالب من الواضح أنه لا يرغب في الدخول في مشاكل مع أحد !. أعتقد أن ما حدث من واقعة بمثابة رسالة لأولياء الأمور والمدرسة والمجتمع بأن علينا أن نُعيد تربية أبناءنا من جديد وبأنه علينا أن نزرع فيهم الخير والوقوف إلى جانب الصواب وعدم تغليب الباطل على الحق وأخذ الحق بالقوة لاسيما وأننا نعيش في دولة قانون وأفراد المجتمع القطري والمقيمين على هذه الأرض الطيبة يتحلّون بالأخلاق المستمدة من مبادئ ديننا الحنيف والعادات والتقاليد التي تدعو إلى المعاملة الحسنة والرفق والتكافل. ولا ريب بأننا نقف جميعاً لدعم ابننا الطالب الذي تعرض للظلم والإساءة ولا ولن نقبل بحدوث مثل هذا الأمر، ولكننا أيضاً ندعو لمعالجة وضع الطالب " المتنمّر " ودعم كل السبل التي تعينه هو وأسرته في تخطي هذه المرحلة ودمجه كإنسان طبيعي وفعال في المجتمع، فمحاسبته أمر لا بد منه والجهات المختصة قامت بواجبها تجاهه لضمان تحسين سلوكه ومعالجته بالطريقة التي تّعدل فيه سلوكه وتجعله عبرة لمن لا يعتبر. ولعل هذه الحادثة تفتح أعيننا على الحوادث التي قد تكون حدثت بين ظهرانينا وقد تكون أشد ألماً ووقعاً على النفس ويُعاني أصحابها وأهاليهم من عواقبها وتداعياتها حتى هذه الساعة، لذلك لا بد من المجتمع أن يقف وقفة رجل واحد تجاه أي حالة من التنمر أو العنف أو السلوك المنحرف الذي يقع أو تقع فريسته أبناءنا وبناتنا سواء كانوا قُصراً أو بالغين، فالوعي المجتمعي في رأيي هو الوسيلة الرادعة الفعالة لمجابهة مثل هذه المشاكل ومتى ما كان لدينا أفراد يعون ويتصدّون لهذه الآفات الدخيلة على مجتمعنا فحينها سنأمن ونتمتع بحياة مثالية وآمنة وخالية من العُقد والشوائب والآفات ! ◄ فاصلة أخيرة نتمنى من وزارة الداخلية ممثلة بالفزعة بأن تعمل على توفير دورية واحدة على الأقل أمام كل مدرسة من مدارس الثانوية العامة في الدولة لتسهيل انصراف الطلبة بشكل سلس وضمان عدم حدوث أي تجمعات أو مشاجرات قد تنشب بين الطلاب. [email protected]