15 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسلوب أولاً أيها المغردون!

08 أكتوبر 2018

اشتعلت بوسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة إشكالية متعلقة بمنهج التربية الإسلامية للمرحلة الإعدادية، وطال الجدل تربويين ومهتمين من مواطنون ومقيمين على حد سواء، وهو موضوع إن قيل فيه تعدٍّ على الأخلاقيات المعهودة بالعادات والتقاليد فهو تعد بلا شك، و إن قيل فيه واقع لابد من تعليمه ومقبول في طريقة إدراجه بالكتب فهو واقع أيضا لا شك فيه، فلا حياء بالدين كما يقال... في السابق وما زالت فئة منهم ولله الحمد موجودة كانت الأم تقوم بتعليم الفتاة ماهية التغييرات الفسيولوجية والنفسية التي تتعرض لها في فترة المراهقة وكذلك الأب يقوم بالمثل مع الولد ولكن كيفية التعليم ووقته ومع من وما هي شخصية الصبي والفتاة يختار فيهما الأبوان تعليم هذه الثقافة وبالتدريج والأهم بسرية تامة، وكان الرد من الأبناء»يما عيب شنو هالكلام» و « أنا بعدي صغيرة وأستحي» وتتوالى بعدها ردة الفعل القوية إما بالبكاء خوفا أو بالخجل الشديد المصاحب بالانطواء أو كليهما ولكلا الجنسين من المراهقين، كانوا وكنا ممن يرفضون واقع البلوغ لكونه شيئا معيبا لا يجوز إخباره لأحد حتى إن الفتاة كانت ترفض إبلاغ الأقارب وخاصة الأب بوقت بلوغها خجلا وخوفا وحياء، وهو شيء كان مطلوبا من الفتاة وأصبح صفة ضعف في الوقت الراهن عند الأكثرية لأسباب عديدة منها الاختلاط بالعمل والدراسة وغيرها،... ولكن! هل من يطالب بتثقيف الفتاة والشاب بهذه الثقافات الدينية والإسلامية والعلمية والحضارية ووو علنا كحال الأمم المتحضرة شرقا وغربا ويستنكر من يستنكر هذه الأشياء أو يقولها ويتمسك بمقولة «لا حياء بالدين» هل يعتبر نفسه من هذا المجتمع أم مجتمع الغربي الذي ينادي بإطاحة برقع الحياء عن الفتاة ورسم الجرأة في وجه الشاب، والمصيبة الأكبر هذه المرحلة و أقصد الإعدادية هي من أصعب المراحل التي يتم تعليمها، فالمعلم في هذه المرحلة لابد أن يكون معلما خارقا حتى يستطيع تحمل كل ما يلاقيه في هذه المرحلة ولهذا نجد العزوف الشديد لتدريسها والمشاكل التي تنهال على الإدارة المدرسية والمعلم والأسرة والمجتمع ككل....هذه المرحلة التي إن قدرنا على ضبط أخلاقيات الطلبة وتعليمهم وغرس القيم والمثل العليا نشأ جيل يستسهل معلمو الثانوية في تعليمهم وإلا بات هاجس الفشل الأخلاقي والتعليمي والتثقيفي هاجسا يراود الإدارة المدرسية والأسرة بحد سواء، ونجد كلا الطرفين يلقي أخطاء هؤلاء الطلبة على بعضهم البعض متناسين أن الهدف المشترك هم الطلبة... ولكن! من حق أي أحد أن يعترض سواء كان مخطئا أم مصيبا، ولكن ما يحدث وما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي من تعد على الأدب والأخلاق في أسلوب الرد والكتابة غير الراقية من خلال التهجم على وزارة التعليم ومعالي وزير التعليم والشخصيات التي تمركزت في استخلاص كتاب التربية الإسلامية، لم ولن تكون طريقة يكتبها مثقفو التويتر والفيسبوك وغيرها ممن لديهم قراء ومتابعون استنكروا الأسلوب لا التفكير، والكتابة لا المغزى، والكلمات بلا معنى، ألفاظ مثل «يا جماعة ركزوا الله يخليكم» استهجان واستخفاف بعقلية واضعي المناهج إلى جانب الشخصية العامة لوزارة التعليم، «نطالب بإقالة...» و « اللي مهب قد المنصب والمسؤولية يقدم استقالته» وعلى هذا المنوال، كلمات صدرت من البعض تعدت الأسلوب المهذب للكتابة والسلوك المحترم مع جهة حكومية وشخصيات حملت أمانة التعليم وتقديمه لأجيال واستحقت تكريما وإجلالا... نعم من حقنا أن نعترض ولا نتقبل ما يؤذي فلذات أكبادنا في هذه الفترة الحرجة، ولكن يجب أن نرتقي بالأسلوب ونتحكم بالردود ونتطلع للتغير للأفضل، وما كان سحب الكتب وتعديل بعضها إلا لمراعاة الوزارة ما نريد وما تريد وما نتطلع إليه كلنا ألا وهي مصلحة الطالب أولا وأخيرا... فما زلنا وجهين لعملة واحدة... وكلمة أخيرة ...الأسلوب يا جماعة الأسلوب مهم في الكتابة....بارك الله بالجميع وحفظ هذا البلد وستر على أبنائنا وبناتنا بستار العفة والطهارة والحياء ووحد كلمتنا وصفوفنا ولا ننسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (الإيمان بضع وستون شُعبة، والحياء شُعبة من الإيمان).