15 سبتمبر 2025
تسجيلقطعان المستوطنين هؤلاء التي تخجل الوحوش الكاسرة والنازية والفاشية والتتار من التشبه بجرائمهم، تستبيح الأرض الفلسطينية كلها، تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الصهيوني البشع، فقد استشهد الشاب فادي علون من مدينة العيساوية بالقدس بعد إعدامه بدم بارد، تماما كما استشهد كل من ضياء التلاحمة وهديل الهشلمون وتركهما ينزفان ساعات طويلة، فادي علون البالغ من العمر 19 عاما، الابن الوحيد لوالديه، والدته تعيش في الأردن برفقة شقيقه، حيث لا يستطيعان الدخول إلى القدس ومناطق الضفة الغربية، فيما يعيش فادي مع والده في "العيسوية"، صفّوه حين أطلقوا عليه 7 عيارات نارية، كما سارعت قوات الاحتلال إلى اقتحام منزله واعتقال والده وعمه، فيما ترفض تسليم جثمانه.المثير أن الشهيد كان قد غرد قبيل استشهاده بلحظات عبر صفحته الشخصية فكتب "اللهم إني نويت الشهادة في سبيل الله، اللهم اغفر لي "، وأظهر مقطع فيديو نشرته مواقع صهيونية إلكترونية، مجموعة كبيرة من المستوطنين وهي تحاصر الشاب، والذي بحسب شهود عيان كان يحاول الفرار من المستوطنين الراغبين في قتله، قبل أن تصل سيارة شرطة، وتطلق النار عليه وترديه قتيلا.من زاوية أخرى، كتب الشهيد مهند حلبي على صفحته في الفيسبوك: "حسبما أرى، فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أننا شعب يرضى بالذل.. الشعب ينتفض، وسيظل ينتفض"، هذه هي الكلمات الأخيرة له، كتبها الشهيد مهند (من البيرة) منفذ عملية القدس التي قتلت مستوطنين اثنين، وكتب قبلها بساعات منشورا قال فيه: "إلى متى هذا الذل والعار إلى متى؟ هل نبقى صامتين ومذلولين؟ هل يوجد مجال للطرق السلمية، في القانون نعم يوجد هناك مجال، لكن القانون الأمضى هو أن من يُشهر عليك السلاح في وجهك، فلديك كامل الحق في الدفاع عن نفسك بأي وسيلة، المقاومة مشروعة وهي ضمن حدود القانون"، كلمات بسيطة معبرة ومختصرة تعبّر عن الحال الفلسطيني وتلخص الموقف السياسي، ومما يلفت النظر عند الدخول إلى صفحته، أنه يضع صورة لشهيد آخر، فكانت غالبية التغريدات من قِبل أصدقائه تقول: "شهيد يضع صورة شهيد"، متمنين الرحمة له، ويملؤهم الحزن الممزوج بكل الفخر.قائمة شهداء شعبنا تزداد كلّ يوم، استشهد أيضا كل من حذيفة سليمان الخطيب من بلعا – طولكرم، الطفل عبد الرحمن عبيد الله من بيت لحم، والحبل على الجرار. يذكّرني الموقف بما أبدعه شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش، قائلا: "هذا هو العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي، في ساعة لا تنتهي، في ساحة لا تنتهي، هذا هو العرس الفلسطيني، حيث لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدا أو شريدا".نعم، تواصل قوات الاحتلال، عدوانها على الشعب الفلسطيني، وإطلاق عشرات العصابات الاستيطانية الإرهابية لترتكب سلسلة اعتداءات دموية، وإحراق البيوت والممتلكات في عدة بلدات فلسطينية في الضفة المحتلة، وإغلاق الطرقات المركزية، في وجه حركة السير الفلسطينية، بعد مقتل مستوطنين اثنين، فيما فرضت حصارا مجددا على المسجد الأقصى المبارك، ومنعت آلاف المصلين من أداء صلاة الجمعة الماضية، وحتى كتابة هذه السطور (الثلاثاء 6 أكتوبر 2015) بلغ عدد الإصابات بين الفلسطينيين 435 إصابة، وهدد نتنياهو بعد اجتماع مجلس الوزراء الصهيوني المصغر "الكابينيت" بحملة جديدة لا مثيل لها، لمعاقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، (وكأن قواته كانت تنثرنا بالورود وترشنا بالأرز)، واتخذ الكابينيت الصهيوني (مجلس الوزراء المصغر) قرارات بتسريع هدم بيوت المقاومين الفلسطينيين واعتقال المشكوك بأمره من أبناء شعبنا، بموجب الاعتقال الإداري المجرم، واستعمال الرصاص الحي بدلا من الرصاص المطاطي، مع العلم كما أكدت سلسلة من التقارير الفلسطينية، أن عشرات العصابات الإرهابية، تضم كل واحدة العشرات، انتشرت في عدة مناطق في الضفة المحتلة، وبشكل خاص في مناطق نابلس ورام الله والخليل، تعتدي على البيوت، وحسب آخر إحصاءات، فقد جرى حرق ما يقارب 10 بيوت في قرى في محيط نابلس، وحرق ما يزيد على 200 سيارة، فيما أكد فلسطينيون، حرق أشجار زيتون في كروم عامرة، في منطقتي الخليل ونابلس، وأكد عدد كبير من الفلسطينيين، أنهم تعرضوا لرشق بالحجارة حينما مرت سياراتهم من طرق مركزية في الضفة الغربية، على أيدي عصابات الإرهاب الاستيطانية. المستوطنون ينظمون منذ الآن مسيرات للرد على المسيرات الشعبية الفلسطينية التي ستنطلق في الأراضي المحتلة، صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" في أواخر شهر أغسطس الماضي نشرت "أن الجيش "الإسرائيلي" بدأ يدرب المستوطنين في الضفة الغربية على مواجهة تظاهرات عنيفة محتملة، خصوصا إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.من جهة ثانية يرى شاؤول جولدشتاين رئيس مجلس "جوش عتصيون" الإقليمي (وهي مجموعة مستوطنات تقع جنوب القدس)، أن المستوطنين سيكونون مسؤولين عن الأمن في الضفة الغربية، من خلال مشاركتهم للجيش في هذه المهمة، واستطرد: "علينا أن نؤكد حقنا في هذه الأرض وعلى الفلسطينيين الكف عن التفكير في إقامة دولة لهم، لأننا سنمنع قيامها بالقوة"، للعلم فإن الأخير هو عضو في اللجنة المركزية لحزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.لكل ذلك علينا التحذير منذ الآن بخطورة المستوطنين على أهلنا في الضفة الغربية، وفضح التواطؤ القائم بين الجيش "الإسرائيلي" والمستوطنين، من أجل قتل أبناء شعبنا، وعلى السلطة الفلسطينية التنبه لهذا الأمر وتشكيل اللجان الشعبية لحماية أهلنا من اعتداءات المستوطنين، ونشر أعضائها ومدّها بما هو موجود من الأسلحة، تحسباً لاعتداءات مسلحة أخرى، ومجازر قد يقوم بها المستوطنون المنفلتون من عقالهم، والذين يسكنهم الحقد الأعمى على كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين وعلى كل الأجناس الأخرى من غير اليهود (الأغيار).من جانب آخر على أبناء شعبنا التنبه للخطر الذي بدأ يشكّله المستوطنون، مع ضرورة إثارة السلطة (الموقرّة) لذلك في المنظمة الدولية وفي كل المؤسسات العالمية المعنية، وألا تبقى وعودها أقوالا فقط!.