14 سبتمبر 2025

تسجيل

شجونٌ شخصيَّة حولَ نَصْرِ أكتوبر

08 أكتوبر 2014

في الذكرى الحاديةِ والأربعين لانتصارات أكتوبر، استلفتَ نظري هذا الإخفاقُ المُريع للقناتين الحكوميتين الرسميتين: الأولى والثانية، هذا الإخفاقُ المُؤلِم الذي يتكرر سنويًّا من 73 حتى اليوم، بلا أدنى رغبة في التعلُّم أو التصحيح الذاتيّ. فيما نجحت قناة النيل الثقافية [ المهمَّشة رسميا ومادِّيا ] في تقديم أروع برامج اعتمدتْ على المواد الأرشيفية التي أنتجها اتحاد الإذاعة والتلفزيون خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين للنصر، وضمَّتْ شهادات مصوَّرة مع الأبطال صُنَّاع تلك المعجزة. تلك التسجيلات النادرة المُبْهرة تضِنُّ بها القناتان المُعَوَّقتان الرسميتان على جمهورهما، وتبث منها القنوات الاستثمارية ما تريد أن تبث وتحجب منها ما تريد أن تحجب!! تلك واحدة، والثانيةُ أن الفسادَ الماليَّ والانهيار الأخلاقيّ الذي نفَّذتْه- باقتدار – صراصير لصوص عصر مبارك في النصف الثاني من حُكْمه لا يجوز ولا يصح أن يمحوَ تاريخ مبارك العسكري المشرِّف بوصفه مقاتلاً شرسا وطنيًّا. أقول هذا، ويعلمُ الله، وقليلٌ من الناس، أنني كنتُ واحدًا من ضحايا حكم مبارك، فقد حوربْتُ من صراصيره، وعناكبه، ولصوص عصره، في رزقي وفي سمعتي، حربًا عنيفةً أشد ما يكون العنف، لا طاقة لبشرٍ باحتمالها. صحيحٌ أن الله شفى صدري من جميع مَنْ ظلموني وحاربوني ورأيتُ نهايات نفاقهم وجُبنِهم وخِسّتهم بعيني رأسي، ورأيتُهم يتجرعون صاغرين ما دعوتُ به عليهم – دعاء المظلوم - من كؤوس الذُّلِّ والجوع والخوف والمرض... لكنَّ هذا كله لا يُقنِعني بتجاهل دور مبارك القتالي وحجب شهادته في مثل هذه المناسبة. الثالثة، أنني وغيري من بقايا الناصريين لم نكن نتقبل، أو حتى نستسيغ الرئيس السادات شكلا ولا موضوعا، وعشنا سنوات بعد نصر أكتوبر ننسبه إلى خطط الفريق الأول محمد فوزي وغيره التي وُضعتْ للعبور في عصر عبد الناصر وصدّق عليها الزعيم.. لكننا، وبالأحرى – لكنني شخصيا – بدأت أُحسن الظنَّ بالرئيس السادات نسبيًّا، بعد ما رأيتُ ما رأيتُه طوال عصر مبارك. عملا بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أقرب لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة /8).