17 سبتمبر 2025
تسجيل* من الصور التي لا تغيب تفاصيلها عن ذاكرتي ذكريات المدرسة، خاصة الأنشطة التي كنت أحرص على التسجيل فيها منذ بداية العام الدراسي النشاط الفني الرسم، ونشاط القراءة في المكتبة، المكتبة لها مكانتها وحضورها وهيبتها التي تجعل من يكون فيها صامتا هادئا مفكرا وهو يتصفح الكتب باحثا أو قارئا ومطلعا، كنت أحرص على استعارة عدد من الكتب والروايات طوال العام. لأكافأ في نهاية العام بتكريمي من قبل المكتبة بهدية عبارة عن عدد من الدواوين الشعرية والروايات التي أحتفظ بها. كما كنا نحرص في الفصل بتخصيص مكتبة من خلال تبرع الطالبات ومعلمة اللغة العربية بمجموعة كتب ومجلات. * استمر اهتمامي بالتواجد بالمكتبة إلى مرحلة الدراسة في الجامعة، فخلال أوقات الفراغ كنت أحرص بالذهاب للمكتبة ومن خلاله كونت صداقة ومعرفة بمن يعشقن الكتاب. * وتستمر رحلة الذهاب للمكتبة في مرحلة الماجستير. ومن أجمل اللحظات التي أقضيها هي رحلة البحث بين الأرفف عن عنوان كتاب. وكانت دار الكتب القطرية من المكتبات الثرية بالكتب النادرة التي لم أجدها إلا لديهم، وكذلك مكتبة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني التابعة للأوقاف وكم المخطوطات وكتب التراث التي وجدتها لديهم. وكذلك مستوى وقيم الكتب والمخطوطات المتوافرة في هذه المكتبة يحتاج من الاهتمام والالتفات والحرص. * وتبقى المكتبات الجامعية بتميزها والحضور المستمر من الطلبة والباحثين وتحديدا مكتبات الجامعات في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تحديدا مكتبة كلية الدراسات الإسلامية وكلية السياسة والقانون ومكتبة جورج تاون. والتعاون الرائع الذي وجدناه ونجده دائما. * ليمتد اهتمام الدولة بالثقافة والكتاب في مبنى ومحتوى مكتبة قطر الوطنية، مبنى ومحتوى واهتمام يستدعي الشعور بالفخر وتقدير وقيمة الكتاب والذي بدأ منذ بدء تاريخ الكتابة والتدوين والمكتبات في وادي الرافدين قبل أكثر من خمسة آلاف عام. * مثل هذه المكت تستدعي الاهتمام باللغة العربية واحياء حضورها الحضاري واهميتها في تنشئة الاجيال الحديثة وتعزيز لغتهم واهتمامهم بلغة القرآن الكريم. * آخر جرة قلم نحن في نعمة عظيمة أن نكون تحت ظل قيادة جعلت من الإنسان وبناء فكره المعرفي والثقافي ووجوده وإسهامه سببا رئيسيا في تنمية الدولة التي تعتمد على المعرفة والإنسان. نحن في نعمة عظيمة بأننا أمة «اقرأ» ونملك مثل هذا الصرح العظيم للعلم والبحث المجاني. الدور الأكبر والأهم بتشجيع القراءة والبحث العلمي والاهتمام باللغة العربية الغنية والثرية بمخطوطاتها وكتبها ولغتها ومؤلفيها بأن نشجع على القراءة والاهتمام باللغة العربية، والحرص على أهمية المكتبة، ابتداء من مكتبة البيت ومرورا بمكتبة المدرسة والجامعة ووصولا ودخولا إلى هذا الصرح المعماري الغني والفريد بمحتواه، الذي يثري قيمة روح وعقل الانسان والاعتماد عليه استثمارا للتنمية وتحقيقا لرؤية قطر 2030.