02 أكتوبر 2025
تسجيليأتي موظف للمدير ويخبره بأنه - أي الموظف- سيضطر للخروج مبكراً اليوم بسبب ارتباط عائلي، يبتسم المدير ويسمح له بالخروج، ثم يأتي الموظف الثاني ويطلب نفس الطلب لسبب آخر، فينظر المدير اليه قليلاً ثم يوافق، ثم يأتي الموظف الثالث ليطلب نفس الطلب، فيتأفف المدير، ولكنه يوافق. فيأتي الموظف الرابع فينفجر المدير غاضباً في وجهه ويرفض طلبه. لم يدرك الموظف الرابع بأن هناك آخرين قبله تقدموا بنفس الطلب، ولكن لسوء حظه أنه جاء في وقت غير مناسب. البشر بطبيعهم مزاجيين، وأحكامهم وقراراتهم قد تتأثر بمزاجهم وقت اصدار القرار. يخبرني أحد الأصدقاء أنه تتبع قرارات مديره، واستطاع معرفة الأوقات التي يكون فيها مزاجه متعكراً، فعرف بأن أفضل وقت لعرض المواضيع وأخذ القرارات من المدير هو بعد نصف ساعة من دخوله المكتب صباحاً، فسيكون قد تناول قهوته وسيكون في مزاج جيد. أما أسوأ وقت فسيكون بعد الاستماع لمشاكل الموظفين والمراجعين، وخصوصاً في نهايات ساعات العمل، فينبغي تأجيل أي موضوع إلى الغد، حتى لا يرفض الطلب بناء على المزاج المتعكر للمدير. هذه طبيعة بشرية قد يقع فيها الكثير مهما كانت درجة علمه واحترافيته. فقد رصدت دراسة علمية لأكثر من ١٠٠٠ قضية في محاكم احدى الدول بعض الحالات التي يميل فيها بعض القضاة لإصدار أحكام أكثر شدة في القضايا التي تعرض عليهم صباحاً قبل استراحة الافطار، بينما يميلون لإصدار أحكام أكثر تسامحاً بعد الاستراحة. قد يتعكر مزاجك بسبب ضغوطات نفسية، أو مشاكل عائلية، أو حتى ألم في الأسنان، أو غيرها من مسببات تعكير المزاج، فاحذر أن تتخذ أي قرار قد يكون متأثراً بمزاجك، ويمكنك تأجيل اتخاذ القرارات حتى يتحسن مزاجك وتتضح لك الرؤية بشكل أفضل. @khalid606