16 سبتمبر 2025
تسجيلحين قلنا إن شعب فلسطين لا يقهر فهو فعلا لا يقهر وإلا فكيف يقاوم احتلالا منذ أكثر من سبعين عاما ومن شدة خوف إسرائيل من جبروت هذا الشعب فهو يشتبه بالصغير منهم والمرأة والرجل والشيوخ والعجائز ويعتقل الجميع حتى وإن كان طفلا يبلغ من العمر 9 سنوات وأكثر ؟! كيف يقهر وهو شعب جُبل على المقاومة الشرعية التي يراها ونراها نحن حقا مشروعا له للدفع بأعتى أساليب الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرض هي له تاريخ وحقيقة وأصول ؟! شعب لا توقفه دبابات إسرائيل ولا صواريخها ولا سجونها ولا رصاصها ولا غازاتها السامة ولا معتقلاتها ولا جواسيسها ولا جنودها المدججون بالأسلحة ولا يمكن أن تؤثر فيه أبدا ولذا تسير قوافل الشهداء فيهم بالزغاريد لا الصياح والنواح ويودعون أحبتهم بالابتسامة التي تختنق بدموع الفراق وهم يعلمون أن اللقاء لا تأتي به الدنيا وإنما في الآخرة سواء كان هذا الحبيب الشهيد ابنا صالحا أو أبا حنونا أو أخا رؤوفا فالجميع يذهب بزغرودة طويلة عالية وكأنه يزف إلى عرسه وليس إلى قبر بات هو دنياه حتى البعث تاركا أهله يعيشون دنيا فانية حتى يلقوه بمشيئة الله بحسب الإيمان المتأصل في قلوب هذا الشعب القوي الصابر. بالأمس تداولت صحف وقنوات تلفزيونية عبرية حادثة فرار ستة سجناء فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي الواقع قرب بيسان والذي يعد أكثر سجون الاحتلال تحصينا ومناعة وحراسة كان قد حاول ثلاثة منهم الفرار سابقا ولم يكتب لهم النجاح واعتبرتهم إسرائيل تحت بند السجناء الأكثر خطورة على إسرائيل بينما حكم على بعضهم بالسجن مدى الحياة بسبب تهم تتعلق بمقاومة إسرائيل وتنفيذ عمليات هجومية على مقرات ومستوطنين إسرائيليين واليوم استطاع هؤلاء الستة والذين كانوا معتقلين في زنزانة واحدة من الهرب من جحيم سجن جلبوع من خلال (نفق الحرية) وهو الوسم الذي أطلقه فلسطينييون وعرب واحرار من مختلف دول العالم بعد انتشار صور ومقاطع حية بثت صباح يوم الاثنين مشاهد توضح هوة صغيرة كان قد تناوب السجناء الأبطال الستة على حفرها من خلال ملعقة معدنية مغلفة بالصدأ وموجودة تحت حوض الاغتسال الموجود في زنزانتهم واستطاعوا بعد قرابة شهر أن يشكلوا نفقا يصل إلى خارج أسوار السجن المنيعة حيث قالت السلطات الإسرائيلية إنهم خرجوا من نهاية النفق واستقلوا سيارة كانت تنتظرهم ونقلتهم على الأغلب إلى الضفة الغربية وتحديدا إلى مكان مجهول لم ترصده حتى الآن الاستخبارات الإسرائيلية التي أوضحت بأن هذا يعد امتهانا للأمن في كيانها وصفعة لقدرة إسرائيل التي لطالما تغنت بقوتها في اعتقال المقاومين الفلسطينيين وإبقائهم في سجونها المنيعة بحسب وصفها ولكن هؤلاء الستة استطاعوا تحطيم قصة السجن الإسرائيلي جلبوع بعد فرارهم السهل فجر يوم الاثنين الماضي وبطريقة أقرب إلى طريقة صنع أفلام هوليوود التي يمكن أن تعش رجبا وترى عجبا من خلالها وفي نفس الوقت بحيث مثلت حادثة هروب هؤلاء الفلسطينيين عرضا خياليا لم يستوعبه الإسرائيليون حتى الآن لكنهم وضعوا تسلسلا زمنيا لعملية الفرار التي بدأت بملعقة صغيرة كانت مخبأة خلف قطعة متحركة من جدار السجن وانتهت بفضيحة إسرائيلية وضعت الأمن تحت مجهر التدقيق والتشكيك بقدراته على حماية المستوطنات والمستوطنين وأن الداخل إلى سجونه مولود فعلا لا مفقود! . [email protected] @ebtesam777