17 سبتمبر 2025
تسجيلمن مطار عاصمة اثيوبيا، أديس أبابا، باتجاه "هرجيسا" الصومالية، أقلتني طائرة أجنبية، لتحط على مدرج مطار (عقال) الدولي، حيث ينتظر وصولي رجال ثلاثة هم: الشيخ / عمر أحمد شيخ رئيس منظمة التنمية الاجتماعية بالصومال، والاستاذان الجامعيان محمد سلان، وجامع فارح، القائمان بمهام مدير عام وتنفيذي مكتب المنظمة في هرجيسا، الذين بذلوا جهودا طيبة لتسهيل مهمة زيارتي الأولى لهذا البلد المسلم، قاصدا عاصمة شمال الصومال. وبعد استقبال حافل وترحيب كريم في قاعة كبار الزوار، تنطلق بنا سيارة دفع رباعي بقيادة الاستاذ محمد سلان قبيل صلاة الجمعة باتجاه قرية (درروين) على الطريق الى ميناء بربرة، في رحلة مثيرة، بين طرق متقطعة ومتشعبة أدركنا بها خطبة الجمعة مع أهالي القرية الصغيرة القابعة في أحضان الواحات، ثم تفقدنا مشروعا حيويا أشرفت على تنفيذه مؤسسة "راف" ومنظمة "التنمية" شريكتها المعتمدة في الصومال. وبعد ضيافة سخية واستراحة ظليلة في أحد بساتين القرية، ختمت أولى محطات رحلتي الأولى الى هرجيسا، قفلت بعدها راجعا الى مقر إقامتي في فندق (ما موس) الهادئ الأنيق، ضمن برنامج حافل أعده مسؤولو المنظمة بمهارة وتنسيق فعال. ومع تباشير صباح اليوم الثاني، زرت المعهد العالي لإعداد الدعاة ومستشفى المنهل التخصصي، أعقبت ذلك بزيارة رسمية لوزارة الأوقاف بحكومة أرض الصومال حيث التقيت وكيل الوزارة، توجهت بعدها الى مركز الصحابة الذي يضم جامعة بدر العالمية ومعهدا شرعيا ومكتبة ومحالا تجارية، يصرف ريعها على تشغيل وإدارة المركز، على نفقة المتبرعة الكريمة الشيخة أم خليفة، اثابها الله، وتنفيذ (راف) ومنظمة التنمية، التقيت خلالها مدير الجامعة، واطلعت على سير العمل في مشروع جسر الصحابة الحيوي بهدف الربط بين طرفي المدينة التي يشطرها مجرى السيول الى شطرين. علما بان هذا المشروع متوقف منذ سنوات لأسباب هندسية ومالية ؛ ومع إشراقة شمس اليوم الثالث زرت إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتقيت مديرها ومدرسيها الأفاضل، وتفقدت أوضاع بعض الأسر المتعففة ومنها إلى مركز المدينة حيث ضمني لقاء أخوي ناجح مع أعضاء ومسؤولي فرع منظمة التنمية في هرجيسا والوقوف على أهم احتياجات أهالي المنطقة وختمت زيارتي لتلك البلدة الطيبة بزيارة عاجلة إلى مركز الدعوة المتكامل في هرجيسا وسرني حسن تنظيمه ونشاطه الدعوي المبارك، واحتوائه على فندق خاص بالضيوف لتأمين اقامتهم ورعاية شؤونهم.لقد كانت أوقاتا مؤنسة طيبة تلك التي قضيتها في ربوع مدينة هرجيسا شعرت خلالها بأمن وراحة نفسية غامرة، وأجواء مبهجة ومناخ معتدل، لم أشعر بذلك في دول أخرى أكثر تطورا ورفاهية، رغم ما تعانيه هرجيسا وغيرها من قرى ومدن الصومال من شح الخدمات العامة وسوء الاأوضاع المعيشية. أهالي هرجيسا الاصيلة يتسمون بكرم الضيافة وحسن التعامل والمحافظة على تعاليم الدين الحنيف، وحرص الناس على حفظ أولادهم لكتاب الله ودراسة علوم الشريعة واللغة العربية، وتحري الرزق الحلال، وهذه مفاتيح فعالة لكل أمة تنشد النصر والتمكين. إضاءات* يسمى مطار هرجيسا مطار عقال الدولي تخليدا لذكرى محمد ابراهيم عقال، أول رئيس منتخب لما يعرف بجمهورية أرض الصومال.* هرجيسا ثاني أكبر مدينة في الصومال. وتتخذ منها حكومة أرض الصومال مقرا للحكم الذاتي. * فندق (ماموس) يعني فندق الكرم باللغة الصومالية، صاحبه رجل مسلم بدأ مشروعه ببناء مسجد وأتبعه بالفندق فقدم الآخرة على الدنيا.* يتصدر مشروع إقامة جسر على مجرى السيول في هرجيسا قائمة الاحتياجات الحيوية للمنطقة، اضافة الى استكمال مرافق جامعة بدر، وحفر الآبار.* تعاني مشاريع البنية التحتية في المدينة من تصدع الطرق وضعف الامكانات.* تلتزم المطاعم والفنادق والمصارف العاملة في هرجيسا بتقديم الطعام الحلال وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية.* الجمعيات والمؤسسات والمحسنون القطريون لهم حضور واضح وإسهامات بناءة في هرجيسا، ويحظى القطريون باحترام كبير لدى الشعب الصومالي الشقيق.