17 سبتمبر 2025
تسجيلكَسر إرادة الشعب الفلسطيني في المقاومة. كما نشر ثقافة الهزيمة في أوساطه! هذا ما حاوله ويحاوله القادة الصهاينة. منذ إقامة كيانهم المسخ وحتى اللحظة. وهو الزائل حتما. وسيظلون يحاولون. لقد عربد المابعد فاشي وزير الحرب الإسرائيلي الشرس والأهوج أفيجدور ليبرمان، في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي، أنه سيتخذ سلسلة من الإجراءات العقابية الجماعية ضد كل عائلة وحمولة (عشيرة) وبلدة فلسطينية، ينفذ أحد أبنائها عملية مقاومة، وذلك في محاولة بائسة جديدة ويائسة للجم، وحتى القضاء على مقاومة شعب يسعى إلى حريته وكيانه المستقل. إلا أن تجارب السنين الماضية، وسلسلة الإجراءات التي اتخذها الاحتلال، أكدت أن كل هذا لا يفيد. لكن الصهيونية وتعبيرها إسرائيل، تصران على إغراق الصهاينة بأوهام لن تصمد طويلا. فالعقوبات الجماعية التي أعلنها ليبرمان، في صلبها هي عقوبات سياسية. اقتصادية وتقييد للحركة. إذ سيتم سحب جميع تصاريح العمل من أبناء شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948، إضافة إلى محاصرة البلدة المعنية بالحواجز العسكرية، لتضييق الخناق على الأهالي ولفترة غير محددة. وفي الوقت ذاته، عرض ليبرمان بعض المشاريع التافهة لإقامتها في الضفة، إذ حتى الصحافة الإسرائيلية اعترفت بأنها لا تساوي شيئا، لتغيير الوضع المأساوي القائم فيها. بعد كل هذا، أعلن ليبرمان أنه سيبحث، وبالأصح سيختلق، ما سماها "قيادة بديلة" للفلسطينيين. مع أن قيادة السلطة الحالية حاورته وتحاوره وستحاوره. ونهجها هو المفاوضات واعتبار الكفاح المسلح "إرهابا". قيادة جديدة ليحاورها، ويُجري معها محادثات، حول ترتيب أمور الفلسطينيين في زنزانتي الضفة وقطاع غزة. وهذه نقطة معروفة نتيجتها مسبقا، كما تعرفها إسرائيل ذاتها من تجاربها السابقة، إذ إن ليبرمان لن يجد في الشعب الفلسطيني من يحاوره، وبفرضية إن وجد، فإن هؤلاء سيمثلون أنفسهم فقط. ولكن علينا التمسك منذ الآن بالاستنتاج المسبق، بأن الاحتلال لن يجد من يتمناهم ليحاوروه باسم الشعب الفلسطيني. لأن الخوف، بناء على تجارب سابقة، هو أن يتحول تصريح ليبرمان هذا، إلى نقطة لتأجيج الخلافات الداخلية في الساحة الفلسطينية، من خلال بورصة أسماء، تفترضها هذه الجهة أو تلك، بأنها على استعداد لمحاورة ليبرمان وحكومته، مما سيساهم في شحن الأجواء والتوتر، وهذا بالضبط ما يريده الاحتلال.رغم مشهد العنجهية والصلف. الذي عرضه ليبرمان، وشراسة العقوبات الاقتصادية، خاصة ما يتعلق بحرية الحركة، إلا أن هذا يعكس أزمة إسرائيل واحتلالها. وهذا ليس كلاما عاطفيا، بل إن الحقائق على أرض الواقع تثبت هذا. إذ إن كل الإجراءات والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، لم تلغِ وجوده، ولم تطفئْ نار ثورته. من قبل ليبرمان. أعلنت جولدا مائير "أنها تصاب بالغصة صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني". والحمد لله نساؤنا ولادات بكثرة. وشعبنا يتزايد عدده. لقد تمنى رابين. صاحب سياسة "تكسير عظام الفلسطينيين" والذي يعتبره بعض الفلسطينيين والعرب "رسول السلام" تمنى لو يصحو يوما ويكون البحر قد ابتلع غزة! اغتيل هو وبقيت غزة وستبقى عبئا على قلوبهم. للعلم. منذ اليوم الأول للاحتلال، اتبعت إسرائيل أوامر حظر التجوال، والحصار على البلدات أو المناطق، وتقييد حركة الناس بالتصاريح، ناهيك عن المذابح والقمع والأسر والقتل، ولكن هذا لم ينفع. ثم جاء جدار الاحتلال، وكل هذا لم ينفع أيضا. فالمقاومة عرفت دائما كيف تتأقلم، لتستمر وبأشكال متعددة. ترفض الصهيونية الاعتراف بوجود شعب فلسطيني، وبحقه في الدولة والحرية. وتعتقد إسرائيل واهمة. أن إسكات الفلسطينيين من الممكن أن يتم. من خلال تحسّن طفيف في ظروفهم الاقتصادية، ليبقى الأنف قليلا فوق الماء لغرض التنفس، من دون التخلي عن هدف التجويع. خطاب ليبرمان ليس موجها للشعب الفلسطيني فقط. إبل لنثر الأوهام أيضا بين الصهاينة. بالادعاء أن هذه الإجراءات هي قادرة على القضاء على المقاومة وإخضاع الشعب الفلسطيني. وقد ينجح ليبرمان في طمأنة هذا الشارع بنجاعة إجراءاته! لكن مقاومة شعبنا مستمرة. شاء الصهاينة أو أبوا.