27 أكتوبر 2025

تسجيل

إسلام مسعودة شاؤول - قصة واقعية

08 سبتمبر 2016

مع منتصف القرن العشرين وصلت أسرة يهودية مهاجرة من بغداد إلى /مملكة البحرين/ ومعهم فتاة في غاية الحسن والجمال وعلى مستوى عال من الثقافة والعلم، فقد كانت تتحدث بأكثر من لغة، كما كانت مطلعة على الثقافة العربية والإسلامية وعلى ثقافة الغرب، ولها اهتمامات واطلاعات بالسياسة العالمية وخاصة بالمسألة اليهودية الصهيونية . سكنت هذه الأسرة /اليهودية البغدادية/ في /الحورة/ إحدى قرى /المنامة/ عمل الأب في تجارة الذهب كعادة اليهود في كل زمان ومكان، أما البنت وأمها فعملتا في بيع الأقمشة المستوردة من شبه القارة الهندية ومن إنجلترا وإيران . وبعد سنوات قليلة من الهجرة إلى البحرين أسلمت هذه الفتاة، واسمها /مسعودة شاؤول/ وتركت دين آبائها وأجدادها، لقد أسرها سحر /القرآن الكريم/ وآياته البينات وعظمة تشريعاته، وقد شغفت حباً بسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه . لقد شكل إسلام مسعودة صدمة عنيفة على الأب والأم، فلم يكونا يتوقعان أن ابنتهما سوف تترك دين آبائها وأجدادها اليهود، وهي التي تشربت /اليهودية/ منذ نعومة أظفارها، كان عمر /مسعودة شاؤول/ سبعة عشرة عاماً حين أشهرت إسلامها وقد حاول والدها ثنيها عن دينها الجديد ولكنها رفضت وأصرت على /الإسلام/ ولم ينفع معها الحوار والنقاش والمجادلة، فاستخدما أساليب الترهيب والتعذيب من ضرب بالعصي والكي بالنيران والحرمان من الطعام والشراب، وتم حبسها في البيت أسابيع طويلة، وهي صامدة وصابرة . ثم جاءت مرحلة أخرى من الضغوط عليها، حيث تم الاستعانة بالحاكم العسكري البريطاني في البحرين /تشالز بلجريف/ لإقناعها بالارتداد عن الإسلام وحدثها كثيراً عن ضرورة رجوعها إلى اليهودية، وكانت تجيبه : لقد آمنت بالإسلام واقتنعت بالقرآن وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ولن أرجع عن ديني الجديد ولو تم تقطيعي إلى أشلاء وأجزاء، حينها قال بلجريف لا فائدة منها فقد سحرها المسلمون . انتشر خبر إسلام مسعودة شاؤول في البحرين كلها، وحاول بعض الناس زيارتها في بيتها ولكن والدها منع زوارها من الرجال والنساء . ووصل الخبر لعاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة فاستدعى والدها لمقابلته في قصر الحكم . وهناك طلب منه أن يتنازل عن ابنته مسعودة ليضمها إلى بناته وحريمه معززة مكرمة، فوافق والد مسعودة في نهاية المطاف، وهكذا انتقلت /مسعودة/ من بيت والدها /شاؤول/ إلى قصر حاكم البحرين حيث عاشت فيه عدة سنوات، قبل أن يتقدم لها رجل من العرب فتزوجها ونقلها من جديد إلى منطقة الحورة التي خرجت منها بعد إسلامها . وكل من عاصرها يشهد للحاجة مسعودة أنها كانت ملتزمة بحجابها الشرعي من أول يوم أسلمت فيه وإلى آخر يوم من حياتها، فقد كان لباسها الشرعي عبادة ولم تكن عادة، قضت مسعودة أيامها الأخيرة في دار المسنين والعجزة ووافاها الأجل في تلك الدار، وقبل وفاتها أوصت بثلاث وصايا : الأولى : أذكركم بالمحافظة على تطبيق هذا القرآن فهو شرفٌ لكم ولأبنائكم . والثانية : الله .. الله في أبنائكم ربّوهم على الدين .الوصية الثالثة: أنا مسلمة ولست يهودية فأرجو أن تدفنوني في مقبرة المسلمين .شهدت الشهادتين . وفارقت الحياة، عليها رحمة الله. وسلامتكم