13 سبتمبر 2025

تسجيل

(عَدل) المتضادات

08 سبتمبر 2015

جميعنا ولدنا في هذه الحياة فراداً وسنغادرها أيضاً فراداً والكل يغادر في مشوار الحياة ليس هناك من يمكث والكل مفارق وليس هناك ما يدوم وهذا هو قانون حياة لابد أن نتعلمه فلا يستمر أمر في هذه الدنيا على حاله وعندما نعرف ذلك فنحن حينها يجب أن نعرف أن هذا يعني قوانين عمل ومفاهيم فكر ولعلنا نعلم جيداً أنه عندما نمرض فلن يكون هناك شخص على وجه هذه البسيطة من سيقاسمك ألم ذلك المرض وقس على ذلك شتى الأمور ومن هنا يجب علينا أن نعلم جيداً كيف نعيش هذه الحياة فالإرادة مصدرها أنت والقوة تأتي من داخلك أنت من تصنع نفسك فكراً وعملاً وأنت من تتحمل نتائج حياتك وتأكيداً لهذا القانون المهم يقول جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس) فالضمير هو الوحيد الذي يجب أن تسعى دائماً لإرضائه فلماذا نحمل هم الدنيا والله كفانا ذلك الهم بإحساننا ولماذا نخشى المستقبل وهو عند الله نطلبه بدعوه ولماذا نخاف الفقر والله تكفل برزقنا وللأسف إننا اهتممنا بأمور الله كفيل بها وتركنا أنفسنا ولم نهتم بها تهذيباً وسلوكاً نية وعملاً.ليس هناك عبث في هذه الحياة كل شيء بقدر وقانون فالاهتمام بالنفس اجتهاد عظيم لن يضيع صاحبه وهي المتهمة دائماً وهي محل الامتحان والقرآن أكد ذلك في مواضع عده (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) هذا قليل من كثير في القرآن فتلك النفس التي أهملناها تعليماً وتهذيباً هي مقياس عملنا وهي الضمير الذي بحياته نحيا وبموته نموت هي ذاتها التي تبكينا عندما نخرج لهذه الدنيا ونتألم من خروجها عندما نغادر دنيانا وهي تلك التي توسوس لنا خيراً أم شراً هي التي ترقد كل يوم بين جنباتنا نحدثها وتحدثنا في خلواتنا نعاتبها وتعاتبنا على أخطائنا هي التي تضيق بنا عندما نهملها وتتنفس الحياة عندما نهتم بها هي السعادة والشقاء بل هي منبع الحب والإحسان.لذا لابد أن نفرغ أنفسنا من كل الشوائب التي تعكرها وعلينا أن نعرف جيداً أنه متى ما استطعنا أن نملك أنفسنا فنحن بالتأكيد ملكنا كل شيء وثق تماماً أن تغير النفس متاح وممكن في كل وقت وفي كل حين ولكنها الإرادة الصادقة وفهم المعنى الحقيقي للحياة ومتطلباتها فالحياة قائمة على المتضادات فكسر الشر بالخير وأبعد البخل بالإنفاق وقاتل الكبر بالتواضع وحارب الكسل بالنهوض واستبدل الحقد بالتسامح وجاهد الشهوات بالتعفف والكره بالحب فالضد بالضد ميزان عدل تسيير به نفسك نحو فضاء الخير وهو العلم الذي غاب عن مجتمعنا فجهله أولادنا فكان سببا للتيه الذي يعاني منه شبابنا.