12 سبتمبر 2025

تسجيل

حذاء الطفل برأس الرئيس

08 سبتمبر 2015

ينبغي أولا أن نعيد للتذكير الحكمة التي تقول: "رب رجل بهمة أحيا أمّة" ولكن في المقابل علينا أن نقولب الحكم والمقولات بعكسها للفائدة، فرب رجل أمات أمّة، هذا هو ديدن الحكام المصابون بمتلازمة السلطة وعشق التملك والاستعباد، أولئك السلطويون الذين يحكمون السيوف على رقاب العباد،دمروا بلادهم، واستجروا من يدمرها، واستأجروا قتلة ومرتزقة لقتل أبناء شعبهم الذين لا يرون فيهم سوى عبيدا أبناء عبيد، لا يمكن لهم أن يرفعوا رؤوسهم أعلى من مستوى حذاء السيد الرئيس، لهذا فإن آخر الجلادين الناعمين هو رئيس نظام العصابات العسكرية والمليشيات الطائفية في سوريا العرب بشار بن حافظ الأسد، يدُخل سوريا إلى عامها الخامس وسط لهيب جهنم الدنيا، وهو يأكل لحم العجل الرضيع متوسط الإستواء.نعيد لنذكر أن بشار لو كان يملك قدرا بسيطا من الإنسانية وفهم الحياة والعقل البشري البسيط لعرف أن نهايته إلى الموت، ضاحكا كان أو باكي، سقيما أو معافى، إن لم يكن اليوم فسيموت عما قريب ليس أكثر من خمسين عاما، وهي الفترة التي تحتاجها بلاده التي حكمها بعد أبيه منذ أربعة وأربعين عاما، كي تعود للحياة من جديد بأجيالها الجديدة ودولتها الجديدة إذا كتب الله لها ذلك، ولو عرف أن عمره محدود لا ممدود، وأن حذاء الوطن الذي سار به آلاف السنين هو أكبر وأعتق وأشرف من كرسيه الذي تملكه وألبسه، ولو خرج إلى أي بلد منذ قال له الشعب ارحل، لسجل اسمه في خانة الحياد، ولأنقذ الوطن الذي ما زال يتشدق بوحدته وقوته وتلاحم شعبه المشرد عبر الصحاري والسواحل والبحار.المشكلة الكبرى ومنذ سنوات حكم عائلة الأسد، أنهم زرعوا في مفاصل الدولة والجيش والمخابرات جزّارين لإطعام وحماية العائلة لا جنودا لحماية الوطن والشعب، وحولّوا سوريا الثقافة والشعر والأدب والسياسة والقومية ومنابر العلماء إلى ماخور مع الاعتذار ـ فلقد كان يكفيك التجول في أحياء دمشق لترى كيف تحتل المركبات العسكرية وصهاريج الماء والحراسات الأمنية على بنايات كبيرة، يمتلكها ضباط من جلاوزة النظام الدموي، ويدير تلك البنايات والشقق أفراد من الأمن العسكري والسياسي، وإن سألت عن الساكنين فستعرف أنها موأخير للدعارة المحمية،والمرابع الليلية، فيما خطوط إمداد المخدرات بأنواعها تعبر تحت حماية ضباط كبار ليتم تهريبها عبر الحدود الأردنية إلى السعودية والخليج ومصر، بل كان يشرف "مصطفى طلاس" و "علي دوبا" على تلك العمليات منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، أليس تلك بدولة عصابات؟! لقد أُجبر المواطن السوري ليعيش حياة الكفاف، وأفضل مثل شعبي كان يردده السوريون هو "مثل الفلاح يعيش عيشة الفقير ويموت موتة الغني"، فجهاز الحكومة يدير كل عمليات التجارة والزراعة والتملك،ما جعل المواطن السوري مشهورا بالحرص على توفير المال وبـ"الشطارة" لأنه يعيش تحت مظلة نظام يشاركه كل شيء، ولم يكن المواطن يستطيع شراء سيارة إلا عن طريق المؤسسة العامة حتى قبل بضع سنوات، فيما أبناء العائلة الحاكمة وطبقة الضباط الكبار وجلادو النظام وأعوانهم الفاسدين وأصهارهم،يمتلكون كل شيء من أفخم وأحدث المركبات حتى الوكالات التجارية العالمية إلى المزارع والمصانع، ما اضطر كثير من رجال الأعمال والتجار إلى الهروب من سوريا للخارج منذ سنوات بعيدة.ليس كافيا التباكي على ما جرى للشعب السوري، والأسى على تشريده من بلاده، وإجبار الرجال والنساء الحرائر وأطفالهم إلى ركوب البحر على ظهر مراكب متهالكة، وعبر وساطة تجار البشر والذئاب البشرية، وليس كافيا الدعاء لهم، فلو أراد الله بنا خيرا لخلصنا من هؤلاء الفراعنة قبل أن يقع المحذور، ولكنه العمل والتعامل مع ظروف الحياة بالطرق الشرعية وعلى رأسها التخلص من أسباب هذا الوباء، وهو النظام الدكتاتوري المتوحش في دمشق، وقبل أن نرفع أصواتنا بنقد الإجراءات الأوروبية ضد المهاجرين لها.لقد استقبل الأردن على فقره وحاجته وشح موارده مليون و700 ألف شقيق سوري، غالبيتهم ذابوا وسط المجتمع، وقليل منهم بقي داخل مخيمات اللاجئين الرسمية، وأصبحوا يكلفون ما مقداره 35 % من الفاتورة الرسمية، وتم قبول 170 ألف طالب سوري في المدارس والجامعات، ومع هذا لا يزال بشار الأسد وأزلامه مثلا يشتمون ويغمزون من قناة الأردن ويشككون بنواياه، ويكيلون الاتهامات له إلى جانب السعودية وقطر،و بأنهم متآمرون ضد الشعب السوري الذي قتلوه هم وشردوه هم، فأي وقاحة وأي صفاقة وأي انفصام يعاني منه النظام السوري ورئيسه وقططه السمان.لقد آن الأوان لوضع نهاية لهذا الوحش المتجبر المتكبر في دمشق، وقطع أذرع حلفائه وعلى رأسهم إيران وحزب نصر الله وأيضا روسيا التي زادت من وجودها في سوريا لتلعب آلاعيبها مع الغرب على حساب الشعب السوري، ولا بد من نهاية يتم فيها هدم قصر بشار الأسد وتحويله إلى قبر للنظام البربري، وعلى العرب أن لا ينتظروا النار لتلتهمهم، فقرار الحرب صعب ولكن قرار الإستسلام أصعب، وحتى تتمكن سوريا من العودة إلى هدوئها ويعود الشعب إلى بيوتهم،على الدول العربية المحترمة أن تشرع فورا بإنشاء القوة العربية المسلحة لتنظف الساحة السورية من كل الدخلاء، وتجعل بلادنا ميدانا لخيالّة السلام من بواسل الجيوش العربية، لا مرتعا للوحوش وشياطين الكراهية من العرب والعجم، فالحرب فرضت على كل الدول العربية من الشام حتى الخليج، وحذاء الطفل آيلان الكردي برأس الرئيس وحلفائه.