12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأدوار والمسؤوليات الزوجية

08 سبتمبر 2015

كثير من حالات التفكك والطلاق حولنا تزداد يوما تلو الآخر سواء كانت هناك العديد من الأسباب تستحق لاتخاذ قرار الانفصال أم لا تستحق، ولكن مقارنة مع استقرار الحياة الزوجية قبل الانفتاح الاقتصادي والثقافي لم نسمع من الآباء والأجداد رغم مشقة وبساطة الحياة المعيشية بكل ألوانها في المأكل والمشرب والمسكن إلا أن كانت لديهم قيم ومفاهيم حقيقية في الأسرة والمجتمع بقداسة الحياة الزوجية، وكان للأسرة والمجتمع دور كبير في ترسيخ وتوزيع الأدوار سواء كان للمرأة أم للرجل وتدريبهم من خلال الحياة اليومية على تحمل كافة المسؤوليات الاجتماعية والدينية وإعدادهم الإعداد الكامل قبل الزواج ولعبت الأسرة دورا كبيرا رغم عدم حصول المرأة على مكانة علمية وليس لها دخل اقتصادي بعد الأب سوى الزوج واعتمادها الشخصي كله عليه إلا أنها لعبت دورا كبيرا في إعداد أجيال تقدر الحياة الزوجية من خلال محدودية ثقافتها وبساطة تعليمها ويليها على الجانب الآخر دور المجالس كبار السن في تدريب أجيال من الرجال حملتهم المعاني الفعلية لمسؤولية الأسرة والزوجة والأبناء وكل منهم ملم كل الإلمام بدوره ومسؤولياته داخل الأسرة وكيفية الحفاظ عليها من أي تيارات خارجية. أما الآن ومع الانفتاح الاقتصادي والتكنولوجي، كان لضريبة التكنولوجيا وخروج المرأة للعمل واستقلالها الاقتصادي وارتفاع مستوى الدخل واستقلالية كل من الرجل والمرأة عوامل أخرى أثرت في غياب الدور الحقيقي للزوجين قبل الإقدام على خطوة الزواج وأصبحت الأسرة تقوم بتدليل الأبناء وتوفير وسائل الترفيه المختلفة حتى يصلوا إلى مرحلة عمرية وعلمية معينة ويتولون وظائفهم بالدولة وهم لم يتحملوا أي أدوار اجتماعية في الأسرة وإعدادهم بالصورة الصحيحة والمتوقعة بما يتناسب مع تحديات العصر في الوقت الحالي وإلقاء العديد من المسؤوليات قبل الإقدام على خطوات الزواج فالأم أصبحت عاملة بالدولة ويليها كم من المجاملات والمناسبات والأصدقاء التي تقوم بها، وإضافة إلى وفرة الخدم في البيوت القطرية وغياب لغة الحوار الاجتماعي وتدريب الفتاة بالشكل الصحيح على مسؤولية الأسرة من خلال المهام الموكلة إليها من قبل الأم ولكن تتفاجأ باهتمام بعض الأمهات فقط على المظهر الخارجي لفتياتهن وتوفير أعلى درجة من الرفاهية في حياة أبنائهم وإضافة إلى نظرة الأم أن فتياتها مازالوا صغارا وغدا سوف تتعلم وتدرك الحياة وتبعدها كل البعد عن كافة الأدوار الحياتية والمنزلية وأبسط المسؤوليات حتى يتم تأهيلها لحياة زوجية قادمة سواء بالحوار أو التدريب وربما اعتقادها بعدم إجهاد ابنتها في شؤون الأسرة لعدم إجهادها أو لتدليلها أو كنوع من البرستيج الاجتماعي الحالي، ويليها على الطرف الآخر غياب دور رب الأسرة (الزوج) عن المنزل وانشغاله بأصدقائه أو السفر المستمر وتوفير حياة كريمة لأبنائه وعدم إلقاء أي ضوء من المسؤوليات الأسرية على عاتقه أو اصطحاب أبنائه معه في مجالس أو السفر وتجد كثيرا من أبناء هذا الجيل لا يدرك من الحياة سواء الرفاهية وعملية الإسراف والاستهلاك الاقتصادي بكل أشكاله في ظل غياب الأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة مما نتج عنه خلل في أدوارهم عند الإقبال على الزواج والوعي الكافي بمفاهيم الزواج عندما يقبلون عليه وما هي أدوارهم الزوجية وكيفية مواجهة المشاكل من دون تدخل الأهل ولكن ما يحدث فهو العكس فالهدف أن يقام أفخم حفل زواج في العائلة والمجتمع والجميع يتحدث عنه وتتفاجأ بعد قضاء شهر العسل منفصلين ويسعون إلى الطلاق من الاصطدام الأول وانكشاف كل من على الآخر وعدم القدرة على تحمل الأدوار والمسؤوليات وربما تكون تكلفة الزواج والأعباء المالية كلها من الأبوين والنتيجة يكون زواج بلا أدوار ومسؤوليات واضحة من الطرفين حتى يصلوا إلى نهاية مؤلمة وهي الطلاق ولذا نحن بحاجة ماسة إلى توزيع الأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة بصورتها الفعلية ابتداء من الزوجين وكل منهما بدوره الحقيقي داخل المنزل من واجبات وحقوق ويليها ترسيخ مفاهيم الأدوار والمسؤوليات في نفوس الأبناء منذ الصغر من خلال الحوار المتبادل وتوزيع الأدوار الأسرية سواء الشباب أم الفتيات وكل منهم على مدى قدراته العقلية والاجتماعية حتى لا يتفاجأوا بها بعد الزواج بصورة واقعية ويكون الأبوان عاملا مساهما في تدمير حياة أبنائهم بسبب التنشئة الخاطئة وانعدام الرسائل الإيجابية عن الزواج وأدواره ومسؤولياته وأن كلا منهم له دور في الزواج لابد من القيام به حتى تنجح الحياة الزوجية واستقرارها كما نأمل إليها وعدم إلقاء كل منهم دوره الحقيقي على الآخر فلن تنجح حياة زوجية عندما يتحمل كل منهم مسؤوليات وأدوار الطرف الآخر.