17 سبتمبر 2025

تسجيل

"مجرد كلام خالتي قماشة"

08 سبتمبر 2013

مراقبة الموظف أثناء تأديته لعمله من حيث الحضور والانصراف من الأمور المطلوبة، التي بها يتم تحقيق العدالة بين من هم يعملون بجد وتفانٍ، وبين "النائمون على سرير التسيب"، ولكن يحدث في كثير من الأحيان أن تتم مراقبة الموظف بطريقة هستيرية ومميتة، ليس فيما يتعلق بالالتزام بأوقات العمل الرسمية، بل قد يتجاوز ذلك إلى مراقبة تحركاته وهو جالس على مكتبه، "من قاعد يكلم؟" على سبيل المثال، ويحدث أيضاً أن تتم محاسبته ومراقبته حتى ولو كانت لديه معاملة من المعاملات في ذات الوزارة، وقد ذهب دقائق معدودة لإنهائها! المراقبة ليست بهذه الطريقة! وقد يتجاوز الأمر إلى أكبر من ذلك!! بحيث يتم استخدام مبدأ خالتي قماشة، فيحكي لي أحدهم أنه يعاني من مديره حيث إنه يقوم باستراق السمع "التصوخ" على أبواب المكاتب، لكي يتأكد هل هم في صدد الحديث عنه؟ أو فيما هم مشغولون به؟ والله المستعان. لَحَّد يدش عليه الوزير هو عمود الوزارة وهو المسؤول الأول والأخير عن كل موظف، وبقية المديرين هم مجرد معاونين لسعادته، ولكن ماذا إن كان أحدهم يحتاج إلى الدخول إلى مكتبه العامر؟ المصيبة والكارثة الكبرى لدى البعض، بأنهم لا يسمحون حتى بدخول الأكسجين إلى مكتب سعادة الوزير، فيضعون ألف عذر وعذر لكي يحول دون دخول الآخرين على سعادته، "مشغول"، "مشغول"، "مشغول"، لدرجة أن هذا الرد يصدر سريعاً ومن تلقاء انفسهم، وكأنهم جهاز رد آلي، وهذه التصرفات تجعلنا نتساءل هل من يحول دون دخول الآخرين على سعادة الوزير يعمل بأمر من سعادته؟ أو إن "قطّاع الطرق" لا يرتضون ذلك، خشية أن يدخل أحدهم ويظهر "المستخبي"؟، وقد يكون ذلك المنع خوفاً من أن يأخذ غيرهم مكانهم، بمعنى "يسحبون عليهم"، وفي جميع الأحوال "هش هش يا ديك الفرخة دي مش ليك". أين؟ عندما تجتمع الآراء على موضوع معين، ويتم التصويت عليه أيضاً، ويقوم المدير بفرض رأيه العقيم على الجميع، بمجرد أن مسماه الوظيفي هو "مدير" فأين الشفافية؟.. عندما تشب نار الغيرة والحقد في نفس المدير على موظفيه فيركنهم ويهمشهم، فقط لكي يظهر نفسه بأنه هو من يدير المكان بنشاط وتفانٍ، وهو وحده القادر على كبح جماح مشكلات الإدارة، فأين التشجيع على توزيع العمل؟ وعندما يحث المدير على مبدأ التدرج الوظيفي وعدم تجاوز المسؤولين في ذلك، وهو يقوم بعكس ما يحث عليه، فأين العدالة؟!! عندما يرى المدير نفسه بأنه العبقري والمبدع والمفكر والمبتكر، وأن من حوله من الموظفين يحاولون القيام بأعمالهم، ولكنهم بحاجة إلى عبقري مثله، فأين مستشفى الأمراض العقلية عنه؟ والله كريم. نقطة فاصلة اللهمَّ اكْفني شر أشخاص لهم وجه الصاحب وقلب المنافق.