31 أكتوبر 2025

تسجيل

سهيل وراءه الخير

08 سبتمبر 2013

لم ولن يصدق كل من وصف قطر بأنها غرفة صغيرة في فندق، ولا يمكن التحرك فيها، قطر كبيرة بإنجازاتها رغم صغر مساحتها التي اتسعت لكثير من الإخوة العرب والأصدقاء وكل من ظلم وقاسى، وفتحت صدرها قبل أبوابها لهم وأعطت ولم تبخل، وأسمعت العالم صوتها بشكل لم تسمعه الدول الكبيرة، وقدمت العون لكل من احتاج وحلت به نائبة، ووقفت حكومة وشعباً مع أشقائها العرب وأصدقائها ولم ترد أحداً. قطر عملاق نهض وأبرز للعالم قدراته في العديد من المجالات سواء كانت الاجتماعية أو السياسية أو التعليمية أو الاقتصادية، وصمدت في وجه الهزات الاقتصادية التي هزت أكبر الدول وما زالت، لتصبح باقتصادها من أقوى دول العالم، وليعيش أهلها وكل من يقيم على ترابها في رفاء وعز والحمد لله. وها هي تصل إلى ما حققته دول كبرى، وصلت للفضاء ووضعت كل إمكاناتها واستثمرت قدراتها في إطلاق قمرها الصناعي (سهيل 1) إلى الفضاء، ليكون قادراً على تحقيق متطلبات المرحلة القادمة من خطط الدولة واستقلالية خدماتها الإعلامية الهادفة، بعيداً عن أي مضايقات تتسبب بها جهات ملأها الامتعاض من نبض الحرية في الجزيرة ومواقف قطر ومبادئها السياسية الثابتة للحق والعدل والسعي للسلام والأمن في العالم. نعم لقد ظهر سهيل، وقد أحسن من أطلق على هذا القمر هذا اللقب فالمعروف أن سهيل أهم نجم كان عند قدماء المصريين، وهو ألمع نجم في مجموعة النجوم المكونة لكوكبة القاعدة، وثاني ألمع نجم في السماء ليلاً. وأطلق القمر الصناعي وفي نفس الشهر الذي يطلع فيه النجم سهيل وهو شهر أغسطس وتحديداً في الرابع والعشرين منه، ويعني ظهوره بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم، حسب المقولة سهيل نجم يهيئ طلوعه على بلاد العرب في أواخر القيظ يظهر في سماء المنطقة العربية كعلامة على تغير المناخ من فصل الصيف إلى فصل الخريف، وهو ما اعتبره العرب بادرة خير وتفاؤل. ويعد "نجم سهيل" من النجوم المحبوبة عند العرب، وقد قالت فيه أشعاراً كثيرة وجميلة، ومازالت، كلام الوالد عن نجم سهيل وأهميته وخاصة في سقوط المطر كما يقول المثل "إذا طلع سهيل لا تأمن السيل". ولا شك أن وراء هذا "السهيل" الخير حيث إنه سيبعد التشويش ومعرفة مصدره، وسوف يعزز خدمات الاتصالات الفائقة التقنية التي تجهز في قطر، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في الدوحة، بالإضافة إلى خدمات الاتصالات والإنترنت والبث التليفزيوني، وما يمكن من افتتاح قنوات تفيد المواطن سواء في المجال التعليمي أو الاجتماعي والسياحي، وهذا سوف يشجع رجال الأعمال للاستثمار في الفضاء وتقديم خدمات جليلة في هذه المجالات بعيداً عن الغث الإعلامي والفوضى الفضائية، وبالإضافة إلى تهيئة شباب قطر لمثل هذه التقلبات والتطلع للفضاء، وكل هذا بجهود ودعم من القيادة الحكيمة لهذا البلد متمثلة بصاحب السمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد ونظرتهما الثاقبة والمستشرفة للمستقبل.