14 سبتمبر 2025
تسجيلالوطن كلمة لها عدة معانٍ وتعتبر دخيلة على اللغة العربية، وقد تطور معناها نتيجة التداخل بين الحضارتين العربية والغربية في عصر النهضة، ويبدأ الشعور بالوطن مع ارتباط الطفل بأمه عاطفيا ومعنويا ولوجستيا ويُكِنّ الطفل كل الحب والولاء للأم نتيجة لقوة الارتباط بين الطرفين، ثم تتطور العلاقة لتشمل العائلة ثم الحي والمدرسة وينشأ الارتباط بالوطن، فالارتباط بالوطن وجداني يميل للعاطفة أكثر منه للعقلانية يكون أساسه ومنبعه الحب المبني على الارتباط وبذلك يصل الوطن لأن يكون أغلى من الولد والأهل والمال. ويعبر عن حب الوطن بالمشاركة في بنائه بالتفاني في العمل لرفعته والالتزام بالواجبات تجاهه والالتزام بقوانينه التنظيمية وبالتالي يستطيع الوطن أن ينمو ويتطور بحب أبنائه وتفانيهم، والعلاقة هنا طردية، فكلما نما الوطن تمتع أفراده بالرفاهية والاستقرار. ويجب الوضع بعين الاعتبار بأن الناس لا تعيش في المدينة الفاضلة، وذلك لأن الذين يديرون الأوطان هم من البشر والبشر يخطئون ويصيبون ووطننا مثله مثل باقي الأوطان يحاول القائمون عليه أن يقوموا بالأعمال على أفضل وجه ولكنهم قد يخطئون وقد يصيبون! لذلك وجدت وسائل عدة للتعبير عن الرأي لتحديد مواطن الخطأ والضعف، إن وجدت، مما يؤدي لتصحيحها وهذه المقالات كانت إحداها، فمنذ أن بدأت الكتابة تركزت مقالاتي لتطوير المجتمع وتنميته وكنت أجد انعكاس الكثير من كتاباتي كقرارات تصحيحه على أرض الواقع، فأنا ومثلي الكثيرون في هذه الأرض الطيبة نحاول مساعدة أصحاب القرار في عملهم بالتنبيه للخلل، إن وجد، وهذا هو الانتقاد البنَّاء الهادف المبني على الحب والولاء. ولكن للأسف نقرأ للبعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي هجوما غير مبرر إن ظهر قرار لا يعجبه فيقوم بشن حملة بالتعاون مع مقلديه اعتقادا منهم بأن ذلك سيشكل وسيلة ضغط ليحصلوا على ما يريدون، جميعنا نستطيع أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لعرض رفضنا لقرار ما أو اعتراضنا عليه ولكن المهم هو الاعتراض الهادف المبني على الاحترام، فعليك أن تذكر وجهة نظرك وسبب شعورك بالغضب تجاه أي قرار وبيان أثره السلبي عليك أو على حياتك وكذلك يقوم البقية فيقرأ المسؤولون وجهات النظر ويدرسون الموضوع وإمكانية التصحيح في حال اقتناعهم بوجهات نظركم وهذه هي الديمقراطية، أما أن تفرضوا قناعاتكم على الآخرين فهذه دكتاتورية من جهتكم وليست من جهة المسؤولين. ختاما، أرجو ممن يعتقدون بأنهم يؤثرون على الناس نتيجة كثرة متابعيهم بأن يضعوا بعين الاعتبار بأنهم قد يخسرون أغلب المتابعين إذا أحس متابعوهم بأن هؤلاء الأشخاص يضمرون الشر لوطنهم الذي يحبونه ويرتبطون معه بوجدانهم فلا يرضى شريف أن يطعن وطنه ويجرح فيه لأي سبب من الأسباب حتى ولو كان باسم الاعتراض، فالاختلاف مقبول ومطلوب، خصوصا إن كان هادفا للتطوير والتحسين، ويكون مرفوضا إن كان مبنياً على التشهير والابتذال والتطاول. لذلك أرجو من جميع أفراد المجتمع المحبين لوطنهم أن يتحلوا بالوعي لكي لا يستغلهم أيا كان لإلحاق الضرر ببلادهم وألا ينقل أية رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يتمعن في فحواها والهدف منها وكذلك الانسحاب من الحسابات التي تؤجج الأفراد وتتبجح وتتطاول لكي لا نجعل لمثل هؤلاء تأثيرا على مجتمعنا. [email protected]