06 أكتوبر 2025

تسجيل

دعوة لنطبق "كأني أكلت"

08 أغسطس 2013

• تشرق شمس الغد والمسلمون يستشرفون فجر شهر الخير جعله الله للتقوى والمغفرة.. إخوة وأهل لنا تضيق بهم سبل الحياة وحاجتهم ملحة للغذاء والدواء وجرعة الماء الزلال، والصيام شعيرة للعبادة وفلسفة اسلامية للتآزر والتجرد من الأنا، وليشعر الموسرون بلسعة خواء البطون، شيمة الحياة اليومية لشريحة كبيرة من بني البشر.. انزل الله الرخاء على امة المصطفى عليه الصلاة والسلام. •انها دعوة لنطبق فلسفة "كأني أكلت" وهي قصة حيوية واقعية نسوقها لعل البعض يتخطفها ويترجمها معنا كسلوكيات تربوية في معيشته، ولنستمد منها ما يعيننا على خلق توليفة انسانية تتناسب وعصرنا ولكسر آلة الفقر التي تقوى شوكتها "أكثر من 925 مليون جائع فى العالم غالبيتهم بأفريقيا واسيا".. وقصة مسجد "كأني أكلت" تستحق مناداتها واستلهامها كنهج حياة، وليس بالضرورة لبناء مساجد بل للمدارس والمشافي ولاطفال جياع ومرضى يلهثون لجرعة دواء منقذ، وما اكثر مواجع الحياة في بلادنا المسلمة. •خير الدين افندي عاش في منطقة "فاتح" باسطنبول.. كان حينما تتوق نفسه لتفاح او رمان وعنب يضع ثمنها دراهم في مخباته الاخرى ويقول "كأني اكلت" ويكتفي باستنشاق رائحة المشاوي المغرية والاسماك الطازجة ويلجم شهواته إلا ما يقيم أوده، وشيئا فشيئا زادت "القروش" فبنى مسجدا صغيرا، ولما كان أهل قريته يعرفون ذلك، اطلقوا عليه "صانكي يدم" أي "كأني أكلت". •ماذا لو كل ست بيت قللت كميات الطعام والحلويات بدلا من البذخ الذي يذهب كثيره لسلة المهملات.. ماذا لو علمنا اطفالنا الاكتفاء بلعبة واحدة او اثنتين.. ماذا لو راجع كل من اعضاء الاسرة قائمة ضرورياتهم من ملابس وعطورات وهكذا.. وان كان مسجد "صانكي يدم" يقف الان كتحفة معمارية ومعلم للارادة والورع.. فيمكننا انا وانت ان نطعم افواها تتقزم من الجوع.. وننقذ مرضى يتمددون في فراش الاستشفاء، ونشيد مدارس وبيوتا لتؤوي اسرا متعففة بعضها أكل الطين لسد رمقه.. ومراكز طبية غسلت لمرضاها بالفشل الكلوي من "البايبات" مباشرة لان مكائن الغسيل لا توجد بها فلاتر تنقية، علما بان المياه اصلا ملوثة.. ولا نقول ضيقوا على انفسكم ولكن اقتصدوا لنعيد لرمضان كرمه وفضائله.. اللهم اشهد فقد بلغت.. والله المستعان.. همسة: لا تترددوا.. ألجموا شهواتكم، ومددوا اياديكم لنتواصل لتطبيق فلسفة "كأني أكلت"..