13 سبتمبر 2025

تسجيل

هيـاط المملكة الكرتونية

08 يوليو 2020

في ضربة جديدة باتت السعودية وتحديدا ولي العهد السعودي معتادين على مثلها، أقرت بريطانيا عقوبات على فريق إعدام الصحفي السعودي المقتول غدرا جمال خاشقجي، والذي تم استدراجه وخنقه، فتقطيع جثته إلى أوصال في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، قبل أن تتم إذابتها في بيت القنصل الهارب محمد العتيبي، في الثاني من أكتوبر عام 2018 لتصبح هذه العقوبات ماثلة، بعد عقوبات أمريكية مشابهة في منع دخول أي من أعضاء هذا الفريق كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتجميد حساباتهم البنكية وملاحقتهم قانونيا، بالإضافة إلى ما تقره كل من النرويج وألمانيا ونيوزيلندا في وقف بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للرياض عطفا على هذه الجريمة المروعة، التي هزت العالم بأسره ببشاعتها وشبهة تورط محمد بن سلمان فيها، نظرا لقرب أحد أهم مدبري الجريمة منه في منصب مستشار وهو سعود القحطاني والملقب بـ (دليم) أو ملك الذباب الإلكتروني، بالإضافة إلى أحمد العسيري نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية والمتحدث الرسمي لقوات تحالف عاصفة الحزم في اليمن السابق، بالإضافة إلى باقي الفريق المنتقى بعناية من ضباط وأطباء عسكريين، حضروا إلى إسطنبول خصيصا لارتكاب جريمتهم المروعة في ساعات، وليغادروا بعدها المدينة التركية الجميلة مخلفين وراءهم دماء رجل حر هرب من (شبوكهم) في السعودية، لكنه وقع في (شباكهم) في تركيا، ولتتفجر بعدها قضية شغلت العالم بأسره، من شدة الجرأة التي أقدمت عليها السعودية في اغتيال رجل دخل القنصلية لتخليص معاملة وخرج منها وقد تم التخلص منه!. اليوم تعود صورة خاشقجي إلى الواجهة بعد أن خفت وهجها، لكن لم يُنس ذكرها من خلال المحكمة الجنائية التركية التي علقت مشانقها الأولى للمتهمين في قتل هذا الرجل، وطالبت الرياض بمثول المجرمين تحت سلطتها، باعتبار أن الجريمة وقعت على أرضها، وإن كانت قد اُرتكبت في قنصلية سعودية، لكن الرياض والتي تحاول تمرير ديمقراطيتها الهشة على العالم، وبالطبع لا يصدقها هذا العالم باعتبار أن القمع هو الصفة الغالبة على هذه المملكة التي قد تسجن إنسانا من أجل تغريدة أو دعاء بريء بأن يؤلف الله القلوب كما حدث مع الداعية سلمان العودة فك الله سجنه، وسجن الكثير من الدعاة والمفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي الحر هناك، تظهر لهذا العالم أن محاكمة أخرى عادلة تجري على أراضيها لهؤلاء الجناة، وأن العدل سيأخذ مجراه الطبيعي في هذه المحاكمة الصورية وغير المعلنة، وطبعا كل هذا يعد كلاما للاستهلاك الإعلامي ليس إلا، فالجميع يعرف أن التحقيقات السعودية أسفرت عن تبرئة سعود القحطاني الذي يمثل اليوم ورقة تهديد لولي العهد السعودي، باعتباره أحد مستشاريه المقربين، بالإضافة إلى كونه صديقا شخصيا له، ولذا ليس من الغريب أبداً أن نسمع خبر وفاة دليم في ظروف غامضة، والتخلص من هذه الورقة التي تم إخفاؤها منذ انتشار أصداء هذه الجريمة عالميا، بعد أن كان يملأ صفحات تويتر بالهياط السعودي والتطاول غير المقنن على قطر وتركيا وغيرها من الدول التي ساندت الدوحة ضد الحصار الجائر عليها من قبل السعودية ودول خليجية أخرى، واليوم هو الجرذ المختفي قسرا في أحد أنابيب الصرف الصحي في السعودية لا يُعرف مكانه ولا نشاطه، وما كان استعراضا بالعضلات في السابق بات اليوم هياطا من هواء فهوى والأمر ينطبق على كل (المهايطين) السعوديين الذين يقلبون الدنيا مفاخرة بدولتهم وحكومتهم، وعند أول مطب ينكشف المستور، وليت الذي كان لم يكن ولم يحدث، والدليل تعالي أصوات دول كثيرة بإقصاء السعودية من لوائح دول حقوق الإنسان وممارسة الحريات العامة للفرد فيها، وعليه ستفشل المملكة العربية السعودية في كل إعلان ودعاية تقدمها لنفسها في كل محفل ما دام أكثر من 132 صحفيا مسجونا فيها، وعشرات العشرات من الدعاة وأصحاب الفكر النير المعتدل يسكنون معتقلاتها المظلمة، وهذه العقوبات البريطانية ما هي إلا إكمال لسلسلة عقوبات ستأتي وإن تأخرت، ودم خاشقجي لن يبقى على الأرض، فإن تغافلت عدالة الأرض عن الأخذ بحقه فإن عدالة السماء لن تخذله فعلى من تلعبونها؟!. [email protected] @ebtesam777