14 سبتمبر 2025

تسجيل

نمنمات بريئة غير طائفية

08 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (1)مع كل جريمة يرتكبها "داعش" يحدث زلزال في الأمة، الجميع يدين ويستنكر، وهذا أمر طيب، ودليل أن البيئة السنية في غالبيتنا ترفض الإرهاب، وأن "داعش" المصنوعة مخابراتيا لاتمثل السنة، بل على العكس؛ هم أكثر المستهدفين منها!(2)ما لفت نظري خلال الأيام التي تلت عملية التفجير الآثمة في الكويت الشقيقة، الصلاة الموحدة بين أبناء الطائفتين، والتي يعلم الجميع علم اليقين، أنها وحدها لن تغير من الواقع الكثير.الحديث عن الصلاة الموحدة، شبيه بالحديث الذي سمعناه وقرأناه منذ عشرات السنين حول مؤتمرات التقريب بين المذاهب الإسلامية، التي كانت عبارة عن لقاءات علاقات عامة، لم تكن ترقى لمعالجة أصل الجرح النازف في الأمة.مؤتمرات كل ما جنيناه منها، هو ازدياد حدة الخلافات، وسقوط أربع عواصم عربية بيد إيران، لكنها لم تعالج حقيقة المشكلة الطائفية الموجودة في دولنا!المشكلة الطائفية في دولنا تحل بأصول بسيطة لا يمكن التهاون أو التنازل عنها.سيادة القانون واحترامه من جميع الأطراف، والأمن والأمان وحماية الأوطان والولاء والانتماء الخليجي العربي الواضح، هو ما نحتاجه لقطع أي جذور طائفية في دولنا.بالطبع هذا لا يمكن أن يتم دون مبادرات حقيقية من دولنا في إنفاذ وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الوطن.الاتفاق على تلك القواعد يغني عن ألف صلاة موحدة، وهو وحده الكفيل بقطع الطريق على الكثير من المتاجرين بتلك الخلافات.النيات الطيبة وضبط الممارسات والأقوال والأفعال، وكل ذلك وفق إطار واضح من القوانين، هو وحده الكفيل بعلاج الطائفية في مجتمعاتنا.أما أفكار العلاقات العامة التي تهتم بالمظهر الخارجي، فهي بالتأكيد لن تعالج المشكلة ولن تخفف من حدتها ولا قيد أنملة؟!(3)تناول هذا الموضوع شائك حقيقة، ولكن ليس ذا فائدة إن لم يكن صريحا، يبحث في أصل الداء، ويصل إلى عمق الجرح ليطهره كاملا.عمليات التفجير التي حدثت في الكويت والمملكة العربية السعودية ليست مدانة إنسانيا فقط، فهذا أمر مفروغ منه، ولكنها لوثة تنزع الإسلام وروحه وتعاليمه ومبادئه من مرتكبيها. لا يوجد ما يبرر الاعتداء على الآمنين وعلى المصلين وعلى أماكن العبادة أيا كانت، مهما استفحل العداء.كل ذلك مفروغ منه حقيقة، والحديث عنه مجرد تذكير بأن الإرهاب لا دين له.فتلك العمليات هي أجزاء بسيطة من مشهد دموي هائل لم يتوقف، طال مئات مساجد السنة في سوريا والعراق.مساجد هدمت على رؤوس المصلين، ببراميل متفجرة أحرقتهم وهم سجدا لله وركعا، وليسوا مقاتلين!السؤال المهم الذي يجب أن يُطرح، هل الكتب فقط هي من تغذي ذلك الإرهاب؟!بالتأكيد لا، فالإرهاب الموازي عند أطراف أخرى مقابلة ومتعددة، قد يكون هو المسبب الرئيس لخروج الإرهاب المضاد.(4)لاح في خاطري سؤال قد يختصر المسافة بين ما أريد قوله، وبين من يقرأ هذه النمنمات؟!لماذا ومع كل عملية إرهاب لما تسمى بداعش –والجميع يعلم من أنبتها ومن يقف خلفها-، نسمع استنكارا من غالبية العلماء والسياسيين والإعلاميين والرموز والنشطاء السنة.بل نسمع ما هو أكثر ضجيجا من الاستنكار، كالتبرؤ المعلن من أولئك الإرهابيين، يتجاوز أحيانا إلى مبادرات رائعة كالتي شاهدناها في الكويت والعراق، حيث يُعزّى الضحايا الشيعة في مساجد وبيوت أهل السنة.بينما وللأسف الشديد، جرائم يشيب لهولها الولدان، ارتكبها (حزب الله) في لبنان وفي سوريا!جرائم لم يفعلها النازيون من قتل واغتصاب وحرق وتقطيع أطراف وركل حتى الموت، تقوم بها الميليشيات وعصابات الحشد الشيعي في تكريت والأنبار وبقية المدن العراقية!وجرائم أخرى في اليمن والبحرين وفي مناطق أخرى من العالم، لم نسمع استنكارا فضلا عن رفض معلن بمبادرات، تتبرأ من أولئك، وتعلنها بأن ذلك الإجرام وذلك الحزب وتلك الميليشيات لا تمثل الشيعة؟!للأسف، ما نسمعه هو هروب للأمام وتورية وتقية، تقبل جرائم "حالش" ضد السنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها من بقاع الأرض، بينما يعلو صراخ تلك الألسن رفضا ولعنا لجرائم "داعش" ضد الشيعة!رفض القتل والتفجير والتهجير والاعتداء والانتهاكات، لا يمكن أن يكون مقبولا هناك وهناكفر وإرهاب! الإجابة عن هذا السؤال، قد تغنينا عن أي نمنمات أخرى!