14 سبتمبر 2025

تسجيل

أفضل الدنانير (2-2)

08 يوليو 2015

يقول الله سبحانه (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين).إن المنفق على نفسه وأهله أو ضيفه أو سبل المعروف بعين الله وفي كنفه تصلي عليه الملائكة ويرتقب من الله المزيد أما أهل الشح والبخل البعيدين عن الله البعيدين عن الناس البعيدين عن الجنة فلا يتوقع لهم إلا الضياع وكل من المال وصاحبه غير خالدين.إن المال عارية انتقل إلينا من غيرنا، وسينتقل منا إلى غيرنا فلم التشبث به والتفاني فيه إن كل ما نتعلق به من حطام الدنيا سوف ندعوه لوارث السموات والأرض وسنعود إلى الله عراة لا مال ولا جاه كما خلقنا أول مرة ف" اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم.." إن السخاء سبب النماء وأن الذي يجعل يديه ممراً لعطاء الله يظل مبسوط اليد بالنعمة مكفول اليوم والغد بالكرم الرباني الدائم برحمة الله وكرمه، وفي الحديث: " ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر" وقد جرى على لسان النبوة الطهور الصدوق البشارات والوعود الكريمة لذوي النفوس الكريمة بالخير العميم في المال والطمأنينة في النفس فقد جاء في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بينما رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابه ، اسقِ حديقة فلان فتنحني ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حره، فإذا شرْجة من تلك الشراج، وقد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الرجل الذي سمع الصوت الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته، فقال : يا عبدالله مااسمك؟ قال: فلان للأسم الذي سمع في السحاب فقال: يا عبدالله لم سألتني عن اسمي؟ قال : سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول : إسق حديقة فلان، باسمك ، فما تصنع فيها؟ قال " أما إذا قلت هذا فأني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيه ثلثه" . قد يغدق الله الخير على أهل الخير ليمكنهم من أعمال صالحة كثيرة ما كانوا بالغيها لو لم يبسَط لهم في الرزق ويشكروا نعمة الله عليهم، ويذخروا بهذا كله رصيداً من الحسنات عند الله، أن الخير الذي يزرقه الرزاق الكريم شفوعاً بالإيمان والعمل الصالح هذا المسلك النبيل (لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).إن ما ينفق في وجوه الخير هو الذخر الباقي الذي يدخل مع العبد قبره ويتبعه إلى ميزانه، (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) فصاحبه على عين الله (وهو معكم أين ما كنتم)وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين