11 سبتمبر 2025

تسجيل

أسرة – فرجان – رمضان

08 يوليو 2014

أجمل الأحاديث التي نسمعها كل يوم وليلة، من كبار العائلة سواء كانوا من داخل الأسرة أو خارجها، عن التماسك الأسري وبساطة الحياة في كل معانيها والروح الاجتماعية التي كانت تعيشها الأسرة من تماسك وقوة الروابط الاجتماعية وكيفية استعدادهم لشهر رمضان الكريم في العبادات والتلاحم الكبير بين جميع أفرادها وجيرانها في الفريج الواحد.. خاصة، أنه كانت المناطق محدودة وأغلب العوائل كانوا يسكنون هذه المناطق مما تآلفت بينهم كل أشكال التماسك في علاقتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وطبيعة المعاملات اليومية.. كانت تأخذ نمط البساطة والمودة في علاقتهم ببعضهم البعض رغم قلة الدخل الاقتصادي واعتماد الأسرة بأكملها على رب الأسرة ومعاناة الحياة الاقتصادية إلا أنك تجد تجمع العائلة على سفرة طعام واحدة إضافة إلى التجمعات العائلية الأسرية في مجالس النساء والرجال بدون أي نوع من الكلفة المادية والاقتصادية في وجود كبار العائلة، والمتمثلة في الأسرة الممتدة في بيت واحد من الأجداد والآباء والأبناء، وتجمعهم في ظل الروحانيات الدينية والاجتماعية داخل الأسرة والفريج الواحد وإضافة إلى روح التواصل مع الجيران والأبواب تكاد مشرعة على آخرها، ويتبادلون الزيارات الاجتماعية، وكأنهم قلب واحد في أسرة واحدة على يد متعاونة بالاحتفال بكافة المناسبات الدينية والاجتماعية في صورة تكاد ترى نقيضها بعد الانفتاح الاقتصادي والثقافي الذي تعيشه الدولة، ولم تسمع غير العديد من الكلمات الآن، وهي الله يرحم زمن أول، وراحوا "الطيبون" في وقت سيطرت فيه الثقافة الاقتصادية والتكنولوجية على الحياة الأسرية بأكملها وطرقت كل أبوابها من عادات وتقاليد كانت سائدة داخل الأسرة وارتفع مستوى الدخل للفرد مما أثر من جوانب أخرى على العلاقات الاجتماعية بين الإخوة والجيران، وأصبحت لغة المادة هي التي تتحدث داخل الأسرة ومع كل أفرادها بأشكال مختلفة من خلال المعاملات اليومية وخروج المرأة للعمل واستقلالها ماديا، وحصولها على مناصب قيادية، مما لعب دورا كبيرا في الأسرة والمجتمع وإضافة إلى سطو الثقافة الإلكترونية بكل أشكالها على العديد من السلوكيات الاجتماعية بين أفراد الأسرة وأصبحت الأسرة داخل المنزل، كل منهم في عالم آخر مع الأجهزة الإلكترونية الخاصة به سواء كان من هاتف أو آيباد وغيره أكثر من حوار وتواصل فكري واجتماعي مع الطرف الآخر داخل المنزل، وإضافة إلى استقلال أغلب الأسر النووية والمكونة من الزوج والزوجة عن أسرتهم الممتدة والمكونة من الجد والجدة لعب دورا آخر، وذلك لما لهم من دور أساسي واجتماعي في غرس العديد من القيم الاجتماعية والسلوكيات الإيجابية داخل نفوس العائلة الواحدة، والتي كانت حريصة على الروابط الاجتماعية بالدرجة الأولى داخل الأسرة والفريج الواحد وإضافة إلى إدراكهم بأهمية الروابط مع الجيران في كل صغيرة وكبيرة من خلال التواصل المباشر واليومي وكان كل منهم يعرف الآخر معرفة حقيقية مبنية على أسس اجتماعية بالدرجة الأولى.. ولكن ما نراه اليوم من مرآة عاكسة لكل القيم والعادات السائدة قبل الانفتاح ولدرجة وصلت إلى غياب الكثير من المعاني بين الأسرة وعدم تواصل الكثير من الأبناء مع أفراد العائلة واستبدلت الكافيهات والقهاوي الشعبية محل مجالس كبار العائلة، وإن كان التواصل في هذا الشهر الكريم وعدم إدراك الكثير من الشباب أهمية التواصل وصلة الأرحام وأهمية التواصل مع الجيران، وربما يكاد الكثير منا يسكن منذ سنوات في الفريج ولم يعلم من جاره سواء من كان على اليمين أواليسار من منزله، وغياب مفاهيم كثيرة في الأسرة في الحاضر مما يسود القلق والتوتر على الأجيال الحالية والقادمة وذلك لأهمية التواصل النفسي والاجتماعي في الأسرة الواحدة مما يجعله يمثل الحماية الاجتماعية بالدرجة الأولى للأبناء والقيم الاجتماعية في ظل الغزو الثقافي والذي من أهم أهدافه تدمير الروح الأسرية والروابط الاجتماعية والتي تميزنا كدول عربية بالمقام الأول عنهم.. ولذا كلنا أمل في الحفاظ على التجمعات الأسرية بالطريقة التي تتناسب مع الظروف المهنية والعملية وضغوطات الحياة وأن نحرص في الحفاظ على ما بذله الآخرون في الماضي وإحياء مجالس كبار السن ونحرص على تبادل الزيارات العائلية بشتى الطرق وجذب الأبناء إلى أهميتها في نفوسهم وربط الأبناء بالأسرة والفريج الواحد، كما تربى الكثير منا، وعمل خطة عائلية في هذا الشهر سواء كان بالاتصال أو الذهاب لكبار العائلة وغرزها في نفوسهم بشكل دائم وليس مؤقتا وخاصة أصبح أبناء العائلة الواحدة لا يعرفون بعضا إلا بالصدفة في مناسبة سنوية أو بالصدفة العابرة وكل هذه الزيارات تمثل الوحدة الاجتماعية للحفاظ على استقرار الأسرة العربية والخليجية وحماية لهم من الأمراض النفسية والآفات الثقافية المسيطرة عليهم وعلى المجتمع سواء كان من الإعلام المرئي وغير المرئي وكافة وسائل التكنولوجيا ونحن قادرون على ذلك.