20 سبتمبر 2025
تسجيلإن دين الله هو الإسلام ولا شيء غير الإسلام ولم يدع نبي سبق إلا إلى الإسلام والعناوين التي شاعت لتراث بعض الأنبياء هي عناوين مجازية. لأن الإسلام هو الوحي الإلهي إلى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ؛ صاحب الرسالة الخاتمه وكتاب هذه الرسالة هو(القرآن)وما انضم إليه من سنن ثابتة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم توضح ما طُلب. أما الكتاب فهو ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) والإسلام بهذا الوصف معصوم من الخطأ والوهن والزيغ والضعف وله قداسة وحتى الطاعة المطلقة على المؤمنين به(ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) وما عداه فهو فكر يؤخذ منه ويرد عليه وهو خاضع للتعدد والمخالفة. والمسلم هو من آمن بهذا الإسلام الذي هو من عند الله والذي له الطاعة والقداسة فعليه وجوباً أن يترجم هذا الإسلام للأعقاب من الأولاد والأحفاد والأجيال المتتابعة. أن هذا الدين الإسلام يتكون من سبعين شعبة تطوى في دائرتها الأرض والسماء وتحدد للإنسان علاقته بربه ونفسه وأسرته ومجتمعه كله، ليس للإسلام برنامج حزبي سياسي يتولى السلطة فيفشل أو ينجح،إنه قبل هذا كله وبعده دين ينهض على أصول بينة وصراط مستقيم( صراط الله) يسير الإنسان وهو يعرف كيف يتعامل مع القريب من الناس والبعيد والصديق والعدو وبهذا الوصف سيظل الإسلام - في الجملة - ينطلق مَشرِقا ومغربا بذل ذليل أو عز عزيز وسيظل قادرا على منازلة الوثنية بأشكالها المختلفة وهزيمتها ،وسيظل كذلك قادرا على مواجهة أهل الكتاب وإحباط مؤامراتهم وإزالة كل المعوقات التي يضعونها في طريقة لأنه دين الله الذي ارتضاه للإنسانية. إن هذا الدين المستوحش من أنصاره لا يزال يقتحم على كثير من خلق الله أفئدتهم في كل نواحي الكرة الأرضية، إن الإسلام رحمة للعالمين ونبيه المبعوث رحمة للعالمين لم ينزل الوحي الأعلى ليحكم باسمه أناس دون جدارة حتى ولو أهدروا كل حقوق الأمة. فالإسلام يحمل في كيانه بذرة الخلود ويستمد من قرآنه إمدادات مشعة منعشة ، كلما دخل في معترك نكد، لذلك بقينا وسوف نبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها وأسباب بقائنا تكمن في الرباط الوثيق والاعتصام بالقرآن الكريم والعودة إليه كلما أبعدتنا موجة عاتية .إن الإسلام أعظم مواريث العالم وإن كتابه الحصن الحصين للوحي الإلهي كله من بدء التاريخ إلى قيام الساعة ، إنه (ذلك الكتاب لا ريب فيه) وشرائع الله كلها تسوي بين الناس جميعا في الحقوق والواجبات العامة ليس فيها فرق بين لون ولون أو جنس وجنس. والبشر أمام ربهم الحكم العدل خلائق يمحصهم الامتحان المسلط عليهم من المحيا إلى الممات وسيحشرون في ساحة مبهمة مستوية لا تمايز فيها لأحد ولا شارة فيها لفرد، حفاة عراة خاشعة أصواتهم (لا تسمع إلا همسا) عانية وجوههم لجبار السموات والأرض فمن آمن وعمل صالحا ثم اهتدى نجا ولو كان في الحياة الدنيا لا يساوي قلامة ظفر ولا يؤبه له إن غاب أو حضر، ومن جحد واستكبر وأفسد في الأرض هوى(فأمه هاوية) ولو كان ملكا يزين جبينه التاج وتنساب من بين يديه ومن خلفه المواكب، هذه حقيقة لا يعرف الإسلام غيرها ومن ثم لا يعرف النبيون سواها وإن زاغ أتباعهم فليقولوا ما يقولون (إنما هو إله واحد) وقد جاء الإسلام فرسخ قواعدها وثبت أركانها وأمد رواقها وبينها بالتطبيق العملي الواضح والتعليمات الحاسمة الجازمة ، الكل أمام الإسلام سواء لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود الناس لآدم وآدم من تراب (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أن الأجناس التي دخلت في الإسلام لم تلق في وجهها أحدا يزعم أنه أولى منهم بالله أو أحق برسوله صلى الله عليه وسلم . لا حظر في الاعتناق لهذا الدين على أحد ولا يفخر أحد على أحد (إنما المؤمنون إخوة)(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتَوُا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون) المهم(وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) كل ذلك لأن الناس يرون الإسلام سجايا شريفة وخلائق نبيلة وعبادات مثمرة وتقوى ترقب كل سلوك وتضبط كل اتجاه" كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهو خلق ينبض وحقوق تطلب وعقائد تتنفس وإنسان حي يعرض كل ما يملك من نفس ونفيس في سبيل تشريف رسالاتها. إن الدين الإسلامي كريم الصحبة يعز من لجأ إليه ويستر عيوب من اتصل به مع ما يدخر له من العقبى الأبدية (إن الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون )وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين