18 سبتمبر 2025

تسجيل

الاهتمام باحتفالاتنا الشعبية

08 يوليو 2012

رغم التغيرات التي تحدث اليوم في عالمنا من دخول أقنية حديثة وأشكال إعلامية جديدة وتكيف حياتنا مع ذلك أسهم في إحداث تغيرات كبيرة داخل المجتمع القطري، وهو بالضرورة يواكب تلك المتغيرات ويتكيف معها، إلا أن الجميل في كل ذلك أن مثل هذه التغيرات لم تحدث أي تغير في مفهوم المجتمع للاهتمام بالتراث ومنها الاحتفالات الشعبية، ولكن ما أسعدني أكثر هو محافظة أفراد المجتمع القطري على تلك العادات والتقاليد الاجتماعية كونها إرثا ثقافي لا يمكن التخلي عنه مهما عايشنا من متغيرات عالمية، وكان احتفال المجتمع بليلة النافلة. وكما هو معروف لكل شعب من الشعوب الإسلامية خاصة الخليجية تقاليده وعاداته في الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، فإلى جانب الاستعداد للشهر الفضيل كفريضة دينية لها منزلة خاصة في النفوس لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، فإنه جرت العادة أن يكون للناس عادات وتقاليد لاستقبال هذا الشهر والترحيب به والاستعداد له، لذا فإن معظم الشعوب لها طرق لاستقبال شهر رمضان المبارك، ففي قطر تعم الفرحة جميع أفراد المجتمع بقدوم الشهر الفضيل والاستعداد له نفسياً ووجدانياً وأيضاً لتوفير ما يلزم البيت من طعام، ومن أهم مظاهر الاستعداد بقدوم شهر رمضان تقام مناسبة جميلة ومعبرة وهي ليلة النافلة وهي من العادات الشعبية السائدة والمستمرة في دول الخليج ومنها قطر وما هذه الاحتفالات التي أقيمت لها إلا دليل على محافظة المجتمع على تلك القيم الاجتماعية ومنها الاحتفالات الشعبية، وسعادتي تكمن في أن التغير الاجتماعي لم يساهم في تغير نظرة أفراد المجتمع إلى التخلي عن تلك الاحتفالات، أو النظر على أنها أمر يدعو إلى التخلف وما يعتقد أنه أمور ليس من التراث في شيء، فهناك النظرة قاصرة عند البعض، فأقول شكرا لكم ولكل من تذكر ليلة النافلة أو احتفل بها وعساكم من عواده ومقدما رمضان كريم عليكم. لذلك أقول إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة  وهناك تعريف آخر حول التراث هو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، نقول: "التراث الإنساني" التراث الأدبي، التراث الشعبي، وهو يشمل كل الفنون والمأثورات الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات، فالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والفنون والتراث في ترسيخ قيم التراث في أفراد المجتمع أمر يعد إلى الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية، وما احتفال الوزارة بهذه الليلة إلا خطوة مهمة يشكر القائمون عليها لإحياء مثل هذه المناسبات الشعبية.