10 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايانا أكبر من الهم على القلب

08 يونيو 2023

أعلم أن قضايانا العربية باتت تزداد يوماً بعد يوم بعد تفجر الأوضاع المؤسفة في السودان الشقيق، وبقاء الأزمة السورية تراوح مكانها المؤلم واستنزاف لبنان لقضاياه الداخلية الباقية دون حل ومثله اليمن وليبيا والعراق والصومال والصحراء الغربية، لكني على ثقة بأننا كلما انشغلنا بقضايا وأمور تستجد على الساحة العربية أو الدولية عدنا لقضيتنا الأولى التي ولدنا ووجدنا آباءنا يورثونها لنا ويخبروننا بأنها قضيتنا الأولى مهما تفجرت قضايا للعرب والمسلمين فإننا نعود لها لأن جروحها لا تندمل وإنما تتكاثر ما دامت الأرض محتلة والمغتصب لا يزال ينخر في عظامها وينثر ملحاً على هذه الجرح فتزداد التهاباً وتقرحاً وتورما ونحن أين ؟! نشاهد ونلهو وإذا ما زادت هذه الجروح دعونا لاجتماع عاجل ندين من خلاله ما يزيد هذه الجامعة هوانا وعجزا وضعفا واليوم تتجدد هذه المشاهد المؤلمة ونحن نشهد قوات الاحتلال الإسرائيلية تدنس المسجد الأقصى الذي وللأسف الشديد بات إعلاميون عرب وأصوات عربية تستصغر قيمته حتى وصل بالبعض أن ينكر حادثة الإسراء والمعراج للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنهم أيضا من تفاخر في تويتر بأن فلسطين ليست قضيتنا ونحن نقول بأنها قضيتنا وستظل قضيتنا حتى يتحقق العدل على أرضها ويتمتع فلسطينيو الأرض بكامل حقوقهم الدستورية والإنسانية والسياسية وهي قضية كل الشرفاء ولذا لا يمكن لغير هؤلاء الشرفاء أن يتشدقوا بما يحدث اليوم في أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أو أن يستهينوا بما يجري اليوم على هذه الأرض التي تعاني احتلالا منذ ما يزيد على 70 عاما تمتع فيها العالم بأسره بحريته واستقلال أراضيه وبلدانه ولا تزال فلسطين رهينة الاحتلال الغاشم فلا تستصغر يا هذا ما يعانيه الفلسطينيون وأنت جالس في بيتك آمنا مطمئنا لا تشكو ضيما ولا ظلما ولا تعيش على الفتات وغير محاصر ولا تشكو يوما من أن يقتحم عليك جندي بسلاحه أو مستوطن بسكينه فيجبرك أنت وأهلك على ترك بيتك لأنه ذهب تلقائيا لصالح مستوطن وعائلته ولا تتكلم عن معاناة لم تعشها في حياتك لأننا نحن وإن كنا لا نعاني بحمد الله وفضله فإننا نشعر ونحس فلا تسعد بفقدان الشعور والإحساس فيك فهذا إنما يجعلك صغيرا يا هذا في أعيننا ويجب أن تكون صغيرا في عين نفسك قبل كل شيء، فاليوم ونحن نشاهد الأدخنة المتصاعدة من ساحة وداخل المسجد الأقصى وعدد الفلسطينيين الذي يزداد مع كل طلقة رصاصة غادرة إسرائيلية وضرب بهراواتهم القاسية فإننا نتحسر على أمة إسلامية تشكو هوانا وتقصيرا وعجزا وضعفا من أن تنجد إخواننا الفلسطينيين الذين يهبون أرواحهم لأجل المسجد الأقصى الذي بات لا قيمة له لدى البعض من المطبعين الذين يسارعون كلما جُرح إسرائيلي أو تعرض لهجوم عابر بإبداء الأسف تجاهه وإرسال برقيات الاستنكار لأي هجوم يتعرض له الإسرائيليون الذين يجب أن يأمنوا في وطنهم الذي لا يمكن لهؤلاء أن يعتبروه وطنا مسلوبا من أهله الحقيقيين وهم الفلسطينيون الذين يقدمون أرواحهم اليوم للدفاع عن قيمة المسجد الدينية والإسلامية بصدور عارية ومع هذا يركن مليار ونصف المليار مسلم إلى السكينة وإن اشتدت بهم فلا مجال سوى للاستنكار والإدانة والدعوة المضحكة المستمرة لإنشاء لجان تحقيق أممية للكشف عن جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بينما لا يتورع الأمين العام للأمم المتحدة عن إبداء أسفه وقلقه لما يجري وكأن الأمر يقف عند هذا الأسف أو الدعوة لإيقاف العنف فهل هذه الممارسات الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية يمكن أن تسمى عنفا أم جرائم لا يغفرها الله، كما لا يجب أن يتسامح عنها هذا العالم الذي يدعي إنسانية واهية وتعاطفا هشا مع أي جانب يكون عربيا مسلما فاللهم إنّا نبرأ إليك من عجزنا وضعفنا وهواننا وتقصيرنا فأنت أعلم بما في أيدينا وما لا نملك من أنفسنا وكن مع أهلنا في فلسطين فإنهم مغلوبون اللهم فانتصر.