13 سبتمبر 2025
تسجيل* النفس البشرية أرض خصبة وساحة كبيرة من الأفراح والهموم والأكدار، ولا يخلو انسان من هم أو غم أو حزن وضيق وأكدار. ولا يخلو من لحظات فرح ولحظات تسمو بروحه المتعبة لآفاق البهجة والسرور ولا يخلو انسان من ان يشعر في لحظات كثيرة انه غريب ووحيد بهذا الكون وليس من وجهة له إلا الخالق سبحانه وتعالى. * وحدة وغربة تعصف به وتؤلمه وتبكيه، وتجعله يبحث في دفتر الذكريات وما يحمله من ذكريات لأسماء، وما كان من مواقف رسمت وقتها على وجهه الابتسامة ليعيشها وكأنها اللحظة. * يعيش الانسان رحلة السفر الى أعماقه وذكرياته وأفكاره ويتأملها للحظات عاشها بحب وفرح، يتأمل ملامحه سعيدا، وينصت لنبرة صوته لتعبر عن مدى الارتياح الذي يعيشه ويعلم ان صوت الانسان انعكاس صادق لحال أعماقه. يتأمل هذه الصور وهذه الاحداث متى ما فقد انسانية وروح بعض البشر حوله. * من البشر من هم قساة قسوة قلب وروح وموقف وتعامل، يفتقدون كل معنى حقيقي وراق للانسانية ، تجدهم متجهمين، نبرتهم قاسية ومواقفهم سلبية. لا يعرفون معنى الرحمة والتسامح والسمو الروحي، ومعنى ان يكون انسانا حقا. * معنى الانسانية والرحمة هبة ورزق ومحبة من الرحمن الرحيم سبحانه يهبها لمن يشاء من عباده، وهؤلاء الرحماء يرحمهم الله ويجعل لهم من التوفيق والتيسير في أمورهم ومعاشهم وسائر أيامهم مهما تكدرت وصعبت أيامهم. * الرحمة والتسامح والرفق معانٍ راقية يجب ان يتحلى ويتخلق بها الانسان في تعامله ونفسه وكل مراحل حياته، رحمة لا تقتصر على انسان دون آخر، رحمة تتجلى في التعامل مع كافة المخلوقات من أصغرها وأضعفها الى أكبرها وأقواها. * رحمة تنتقل من انسان لانسان، رحمة على الحيوان والنبات،، رحمة في الانسانية بالتعامل مع كل اشكال البشر وأجناسهم وجنسياتهم وألوانهم.. * سيد الخلق والبشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين كان صلى الله عليه وسلم رحيما على الصغير والكبير وعلى الحيوان والنبات والجماد، رحيما على العصاة والمذنبين، رحيما في خلقه وتعامله مع الكفار والمشركين مما كان له الأثر في اسلام كثير منهم .. * آخر جرة قلم: الشخصية التي تتحلى بكل صفات الرحماء اجد ملامحها ونبرة أصواتهم مختلفة، ولغة اجساد مميزة..الرحماء قلب وروح ملائكة الله على الأرض.. وبين العباد في قضاء الحواج، وفي المواقف.. وان كانت من رحمات نجدها هنا وهناك في قلوب بشر فالخالق سبحانه أرحم الراحمين على عباده وخلقه، الغفور الرحيم الرحمن الرحيم، العفو الرحيم، والله سبحانه يقسم رحمته كيف شاء ويدخل رحمته على من يشاء.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان الله عز وجل خلق مائة رحمة.. فمنها رحمة يتراحم بها الخلق، فيها تعطف الوحوش على أولادها، وآخر تسعة وتسعين الى يوم القيامة» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.