17 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تستصغروا الأمر فيصبح من الكبائر!

08 يونيو 2022

استوقفتني بيد هزيلة ومرتعشة وصوت خافت منهك من خلف (بَطّولتها) التي تخفي نصف وجهها وسألتني: (وين مختبر الحريم يمه؟! عجزت وأنا أدوره وهالخدامة ما تعرفه)!. هذا الموقف يتكرر معي في كل مرة أرافق فيها والدتي شفاها الله وشافى كل مريض بحوله وقوته إلى المستشفى فأرى مرضى كباراً في السن إما يمشون الهوينة ولا تستطيع أقدامهم حملهم أو على كراسي متحركة برفقة الخادمات الآسيويات اللائي يعملن في بيوتهم لكنهم في الواقع بمفردهم لعدم وجود الأبناء أو الأوصياء معهم لمرافقتهم في مشاوير المستشفيات التي تأخذ جهداً ووقتاً وعافية من كل هؤلاء الكبار في السن الذين تضطرهم الظروف للقدوم إليها برفقة إحدى الخادمات أو أحد السائقين فهل هذا من المقبول ؟! فوالله إنني أرافق والدتي لأكثر من عيادة ولأكثر من مستشفى من المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية وإلى مركز رعاية كبار السن ولا أجد من هؤلاء إلا هو برفقة خادمة أو سائق فأين الأبناء والبنات عن مرافقة كبار السن هؤلاء؟! أين الرعاية والاستوصاء خيرا بالوالدين؟! هل يغني قدوم العجوز أو الشايب برفقة الخادمة أو السائق الآسيويين عن وجود الأبناء الذين من المفترض تواجدهم في المواعيد الطبية لآبائهم وأمهاتهم؟! فكما تدين تدان والدنيا دوارة وما يستسهله هؤلاء الأبناء اليوم من أداء حق البر والإحسان والرفقة الطيبة لآبائهم وأمهاتهم لا سيما في مرحلة العجز والضعف هذه سوف يرونه من الكبائر حين يفعل أبناؤهم بهم ما يستصغرون فعله اليوم في آبائهم وأمهاتهم الذين ترونهم مثل الضائعين في هذه المستشفيات يسألون عن عياداتهم أين وأين الصيدليات وأين المختبر وأين الأشعة فيرهقهم ذل السؤال والحيرة أكثر مما تضعف أجسادهم وتتعب أقدامهم وهم برفقة الخادمة أو السائق الذين يرون أن مهمتهم الوحيدة هي مرافقة كبير السن ودفع الكرسي المتحركة فقط دون شيء آخر!. أيهاء الأبناء والبنات خافوا الله وأقولها مرة وثلاثا خافوا الله في هؤلاء الآباء والأمهات الذين أفنوا أعمارهم وهم يربون ويفتخرون بأولادهم كباراً يعتمد عليهم فكيف وهذا هو شكل الاعتماد الذي ترصده عيوننا المشفقة؟! هل هو الاعتماد على العمالة المنزلية التي يمكن أن تزيد العجوز إرهاقاً وتعباً أو منهم من يمكنه أن يستغله مادياً كما هو الحال في نفس هذه المشاهد في الجمعيات والمجمعات الاستهلاكية الذين نرى مثل هؤلاء الكبار برفقة سائق أو خادمة الذي يمكن أن يخدعه في قيمة المدفوعات والشايب أو العجوز يدفعان لظنهما الحسن في خادمتها أو السائق وهذا بحد ذاته مصيبة للغفلة التي يعيشها الأبناء بحق والديهم، فلا يمكن إعطاء الثقة الكاملة للعمالة مهما بلغت الثقة مأمنها. وفي النهاية هؤلاء آباؤكم وأمهاتكم فكيف يهنأ لكم القلب وتطيب النفس لأن تتحمل مسؤوليتهم عمالة أجنبية حضرت لأداء خدمات مقابل راتب وما تقدمه اليوم لكم يمكن أن تقدمه لغيركم في ظرف مكان وزمان مختلفين؟! هل وصاية الله تعالى لنا (وبالوالدين إحساناً) يمكن أن تظهر على هذا الشكل المؤسف الذي بتنا نراه اليوم في المستشفى والجمعية وأي مكان لهما حاجة فيه؟، فانتبه أيها الابن وأيتها الابنة من استسهال هذا الأمر فيعد معصية دون تعمد منكما واستصغار المشهد وإعطاء الأولوية في العمل والربح والغايات الدنيوية على منح هذا الوقت الثمين لآبائكم وأمهاتكم سواء في مصاحبتهما في الدنيا معروفاً بالمجالسة الطيبة والحديث الذي يؤنس قلوبهم لا يستوحشها ومنحهم الوقت لمرافقتهم للمستشفيات وإلى أي مكان يرغبون به أو نرغب نحن في تسليتهم فيه، واحذروا الجفاء والاتكالية على من سلمنا لهم بيوتنا من العمالة المنزلية التي لن تكون أحن على آبائنا وأمهاتنا منا نحن الأبناء، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. [email protected] @ebtesam777