13 سبتمبر 2025

تسجيل

زمن المال لا زمن القيم والمبادئ!

08 يونيو 2022

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق السير ونستون تشرشل ذات مرة: قررت في أحد الأيام أن استقل سيارة أجرة إلى مكتب هيئة الإذاعة البريطانية BBC في لندن لإجراء مقابلة، وعندما وصلت طلبت من السائق أن ينتظرني لمدة أربعين دقيقة حتى أعود، لكن السائق اعتذر وقال: آسف، لا أستطيع، لأنني يجب أن أعود إلى المنزل للاستماع إلى خطاب ونستون تشرشل، يقول تشرشل: لقد اندهشت وسعدت برغبة الرجل في الاستماع إلى كلامي، لذا أخذت عشرة جنيهات وأعطيتها للسائق دون أن أخبره من أنا، عندما رأى السائق النقود قال: سأنتظر ساعات حتى تعود يا سيدي، دع تشرشل يذهب إلى الجحيم!. هذه اللغة أصبحت سائدة تماماً في وقتنا الحاضر، وأصبح المال في المقدمة على كل شيء، من أجله يُداس على المبادئ والقيم ويتنازل الناس عن ماء وجوههم وشرفهم، وتُباع الضمائر، وتنقسم العائلات وتدمر قيمهم وتفتضح أسرارهم أمام الملأ وتُكشف في جلسات المحاكم، بل قد يصل الأمر أن يقتل الولد أو البنت أمهم أو أباهم من أجل حفنة من المال، وصار الناس عبيداً للمال وأُسارى لفتنته!. ومن يتمعن في التاريخ جيداً يرى العديد من العبر والخواتيم التي كان بطل مشاهدها المتغطرس المال سيئ الذكر، فعلى صعيد تاريخنا الإسلامي فقد كانت الدنيا تُفتح للصحابة رضوان الله عليهم وتابعيهم ومن استنوا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وخضعت لهم مشارق الأرض ومغاربها ودنت رقاب ألد وأشرس الأعداء تحت أقدامهم، وكان السر في ذلك ابتغاءهم ما عند الله وآخرتهم وعزوفهم عن الدنيا وملذاتها، ليأتي بعدهم خلفٌ تهاونوا في دينهم وأقبلوا على الدنيا ومفاتنها ومالها حتى ذاقوا كؤوس الذل والهوان، وهو عنوان مشهد أمتنا الحالي البائس!. ومن صور هوان الأمة وذلها عندما نراها لا تستغل ثرواتها ومواردها الطبيعية بسبب هيمنة طغاتها على هذه الثروات والموارد وعدم إشراك شعوبها في خيرات بلادهم، ثم تقوم بعدها بالاقتراض من البنك الدولي الذي تهيمن عليه قوى تحمل في عقيدتها التحكم والسيطرة والإذلال فتظل هذه الدول رهينة لسياسات هذه المنظمة ومن يتحكم بها!. فاصلة أخيرة لله در القائل: النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها [email protected]