13 سبتمبر 2025
تسجيليذهب وزير ويأتي وزير، فتذهب الفوط "للدراي كليننغ" ثم تعود بعد أن مسحت كل سطر سطرته مع السابق ونظفت كل تطبيل ومسح كل "جوخ له علق بها، لتبدأ مشوارها مع الجديد بنفس الآلية والتكتيك، "الفوط البشرية" ظاهرة إدارية في مجتمعنا تجدها في كل الوزارات، أسلوب متخلف لكنه ناجح ويثمر، وصاحبه يترقى ويُقرب ويصبح صاحب حظوة، القدرة عَلى التلون مهارة ليست بالبسيطة، وممارسة كل الأعمال دون إجادة أي منها شطارة، هناك كوادر جيدة في كل وزارة لكنها ليست فوطا. لا يمكن أن يُمسح بها، لا يمكن أن تنافق، لا يمكن أن تكيل المديح دون مبرر، مسؤولية الوزير أو الوكيل مسؤولية كبيرة في اكتشافها، كما أن مسؤوليته أكبر في اكتشاف " الفوط" الجاهزة للاستعمال والتخلص منها، التي استخدمها كل من كان وزيراً سابقاً عليه ولا زلت تمارس نفس الأسلوب، لا إنتاجية حقيقية سوى مسح الجوخ وتنظيف الممرات التي يمر بها أو المناسبات التي يقيمها أو يدعو إليها، خاصة وبكل صراحة أخطر وزارة عرضة لهذه الظاهرة هي وزارة الثقافة، لأن الثقافة هي مصدر تجدد المجتمع، أثلج صدري ما رأيته من كوادر شابة جديدة تعمل بجد وبعقلية متجددة، فتوقعت خيراً، من لم يعط طوال الفترة السابقة في مجال الثقافة لن يعطي في عصرها الجديد الشاب، من يمارس كل الفنون ليبقى مثقفاً وفي "الصورة دائمًا " لا يصلح لأنه لا يجيد" أيا منها، الاشكالية ان ميكانيزم "وجود" الفوط يتمثل في حالة الأزمان التي تمر عليها من وزير إلى آخر فترة بعد أخرى، فتفقد خاصيتها الثقافية وتتحول إلى نسيج للمسح "والتنظيف تارة وتغطية النفايات تارة أخرى"، جددوا وزاراتكم أيها السادة حتى لا تتحول إلى مخازن للفوط، أتمنى أن ينتهى عصر وزير "يبي فوطة" ويبدأ عصر وزير يبي " رأي ومشورة ".