26 أكتوبر 2025

تسجيل

ليبيا الحرة وتركيا الحليف الصادق

08 يونيو 2020

من المصادفات الجميلة أنه في اليوم الذي كنا فيه ( نحتفل ) بذكرى الحصار الجائر على بلادنا العزيزة قطر، وتحديدا يوم الجمعة بتاريخ 5/6/2020، ونستذكر صور الحصار الذي أعقب حادثة تهكير الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية ( قنا )، وفبركة تصريح على لسان سمو الأمير حفظه الله، والذي كان الشرارة المفتعلة لإعلان الحصار، كان هناك بلد آخر في الشق الإفريقي من العالم يسطر صفحة جديدة من النصر والحرية ودحر المحتل وهزيمة المرتزقة، ولابد أنكم على مستوى عال من الذكاء لتعرفوا ما هذا البلد العربي الشقيق الذي يناضل حتى هذه اللحظة لتطهير تراب أرضه من كل معتد وخائن ومرتزق و ( عقيد خائن ) !، نعم هي ليبيا الجميلة التي تلوثت طوال عقود حكمها القذافي، ثم عادت ليزيدها حفتر عتمة وعزلة، وتصبح ساحة له لتصفية حساباته القديمة المتجددة، بغية الوصول لحكم لن يناله بمشيئة الله. ففي هذا اليوم الذي يمكن أن نعده ( قطريا ليبيا ) بامتياز، احتفل الشعب الليبي الشقيق بعودة جميع معاقل طرابلس ومطارها إلى وصاية الوفاق الوطني الشرعي، وفرت جرذان حفتر والداعمون له من الإمارات ومصر إلى الوراء، مخلفين قتلاهم وغنائم لا تكاد تحصى من الأسلحة الخفيفة والثقيلة من المدرعات والدبابات وطائرات الهليكوبتر، لدرجة أن أحد المحللين وصف كمية هذه الغنائم التي حصدها أحرار ليبيا التابعون لقوات الوفاق الوطني، بأنها تغنيهم للدفاع عن أنفسهم لعشر سنوات قادمة، وبعد أن ذهبت سكرة عودة جميع أرجاء طرابلس، جاءت فكرة انتزاع مدينة ترهونة الليبية من براثن حفتر، فكان الهجوم سريعا خاطفا، وفي غمرة نشوة النصر كان هناك نصر أكبر، فقد تحررت ترهونة من حفتر وأزلامه، وأصبحت بالكامل تحت سيطرة الوفاق، الذي زاد قوة وجسارة وإمكانية بعد تدخل الجيش التركي الباسل لنجدة أشقائه في ليبيا، واليوم بات الليبيون بكافة فئاتهم يدينون لأنقرة هذه النجدة، وسافر فايز السراج رئيس الحكومة الرئاسية ليلتقي الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، الذي بادر حين استقبال السراج في مكتبه الكائن في العاصمة أنقرة، إلى الإشارة للوحة معلقة على صدر حائط مكتبه مكتوب فيها ( لا غالب إلا الله )، وهي العبارة التي يحرص أردوغان على قولها في خطاباته الشعبية الحاشدة، لا سيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت عام 2016، ورد الله فيها كيد الحاقدين إلى نحورهم، بعد أن تصدى الشعب الأعزل لتقدم الدبابات من قصر الحكم التركي، والذي كان خاليا من الرئيس التركي الذي كان يقضي عطلة مع عائلته في إحدى مدن بلاده الخلابة، واليوم يحتفل الليبيون بنصرهم المشترك مع الحليف التركي الصادق، بينما فر حفتر إلى القاهرة بحسب توجيهات محمد بن زايد الذي لم يرد استقباله في أبوظبي، وكالعادة جعل السيسي من مصر مأوى للفارين المتمردين الخونة، وعقدا مؤتمرا أشبه بالنكتة في مشهد أطلق عليه الساخرون بإعلان القاهرة، كان رئيس مصر فيه مثل ( الببغاء ) الذي لا يحق له أن يميز ما يقول، ولا أن يفهم ما يقول، ناهيكم على أنه كان قارئا فاشلا، حيث لم يستطع أن يقرأ صيغة الوقت الذي قال السيسي أنه يجب البدء بقرار وقف إطلاق النار في ليبيا بتاريخ 8/6/2020 ( الساعة 6:00 ) لينطقها ( الساعة سُتميّة ) !، دون أن يرمش له جفن أو يخجل من المطبات اللغوية التي اعتاد هذا الشخص أن يسقط فيها على مرأى الإعلام والعالم، تاركا هذا العالم يسخر منه بعد أن دعا في إعلانه الهش خروج المرتزقة والأجانب من ليبيا، متناسيا أن مرتزقته ومرتزقة الإمارات وفرنسا هم من يجب أن يكونوا أول المطرودين من هذا البلد، الذي تحالفت حكومته الشرعية مع تركيا الصديقة، فألحقت بحفتر والسيسي ومحمد بن زايد هزيمة لن ينسوها، وذلك بفضل الله الذي لا غالب سواه !. [email protected] ‏@ebtesam777